للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قال الأصمعي: حدَّثنا أبو المقدام - هشام بن زياد - عن محمد بن كعب القرظي أنه سئل: ما علامة الخِذْلان؟ قال: أن يقبحَ الرجلُ ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحًا.
وقال عبدُ اللَّه بن المبارك (أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (٩٧) وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢١٤).): حدّثنا عبد الله بن عبدِ اللَّه بن موهب قال: سمعتُ ابنَ كعب يقول: لأنْ أقرأ في ليلةٍ حتى أصبح إذا زُلزلت والقارعة لا أزيدُ عليهما، وأردِّدَ فيهما الفكر، أحبُّ إليَّ منِ أن أهذَّ القرآن هَذًّا - أوْ قال: أنثُرُه نثرًا -.
وقال: لو رُخِّصَ لأحدٍ في تَرْك الذِّكْر لرُخِّص لزكريا ؛ قال تعالى: ﴿آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [آل عمران: ٤١] فلو رُخِّص لأحدٍ في ترك الذكر لَرُخِّصَ له، ولرُخِّصَ للذين يقاتلون في سبيل الله؛ قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: ٤٥] (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢١٥).).
وقال في قوله تعالى: ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾ قال: اصبروا على دينِكم وصابروا لوعدِكم الذي وعدتم، ورابطوا عدوَّكم الظاهرَ والباطن، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ فيما بيني وبينكم. ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:٢٠٠] إذا لَقيتُموني.
وقال في قوله تعالى: ﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف:٢٤]: علْمَ ما أحلَّ القرآنُ مما حرَّم (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢١٥)؛ وفيه:"ما أُحلَّ في القرآن … ".).
﴿مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ﴾ [هود:١٠٠] قال: القائم ما كان من بنائهم قائمًا، والحَصيد ما حُصِد فهُدِم (كذا في (ق)، والذي في الحلية (٣/ ٢١٥): "من نباتهم قائمًا، والحصيد ما قد حصد".).
﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥] قال: غرموا ما نعموا به من النعم في الدنيا، وفي رواية سألهم ثمن نعمةٍ فلم يقدروا عليها ولم يؤدُّوها، فأغرَمَهم ثمنَها. فأدخلهم النار (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢١٦).).
وقال قُتيبة بن سعيد: حدّثنا عبدُ الرحِمن بن أبي الموالي قال: سمعتُ محمد بن كعب في هذه الآية ﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٩]، قال: هو الرجل يُعطي الآخرَ من ماله ليكافئه به أو يزداد، فهذا الذي لا يربو عند الله، والمضعِفون هم الذين يُعطون لوجهِ اللَّه، لا يَبْتَغي مكافاةَ أحدٍ.
وفي قوله تعالى: ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ [الإسراء: ٨٠]، قال: اجعلْ سريرتي وعلانيتي حسنة.
وقيل: أدْخِلْني مُدْخَلَ صدقٍ، في العمل الصالح، أي الإخلاص، وأخرجْني مخرجَ صدقٍ، أي سالمًا.
﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: ٣٧]، أي يسمعُ القراَن وقلبه معه، لا يكون في مكانٍ آخر.
﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه﴾ [الجمعة: ٩]، قال: السَّعْيُ العملُ ليس بالشَّدِّ.
وقال: الكبائر ثلاثة، أنْ تأمنَ مكر اللَّه، وأن تقنَطَ من رحمةِ اللَّه، وأن تيأس من روح اللَّه.
وقال عبدُ اللَّه بن المبارك (أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (٩٦)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢١٣).): حدّثنا موسى بن عُبيدة عن محمد بن كعب، قال: إذا أرادَ الله بعبدٍ خيرًا جعل فيه ثلاثَ خصال، فقهًا في الدِّين، وزَهادةً في الدنيا، وبصَرًا بعيوبِ نفسه.
وقال: الدنيا دارُ قَلَق، رَغبَ عنها السعداء، وانتُزعتْ من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس بها أرْغَبُ الناسِ فيها، وأزْهدُ الناسِ فيهاِ أسعَدُ الناس بها، هي الغاوِيَةُ لمنْ أضاعَها، المُهْلِكةُ لمن اتَّبعها، الخائنةُ لمنِ انقادَ لها؛ عِلْمُها جَهْل، وغناؤها فقر، وزيادتُها نُقْصَان، وأيامُها دُوَل (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢١٣).).
وروى ابنُ المبارك (في كتابه الزهد ص (١٥٠).) عن داودَ بنِ قيس، قال: سمعتُ محمد بن كعب يقول: =

<<  <  ج: ص:  >  >>