للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وشرفًا، فاطلب بما بطن من علم الإنسان (كذا في (ق)، وفي الحلية: "من علم الإسلام".)
عند الله محبةً وزُلْفَى، واعلمْ أنَّ إحدى المحبَّتَيْن تمنعُ الأخرى. أو قال: سوف تمنعُك الأخرى (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٤).).
وقال زافر بن سليمان: عن أبي سنان الشيباني، قال: بلغَنا أنَّ وهبَ بن منبِّه قال: قال لقمانُ لابنه: يا بني، اتخذْ طاعةَ الله تجارةً تزيدُ بها ربحَ الدنيا والآخرة، والإيمانَ سفينتَك التي تحملُ عليها، والتوكُّلَ على الله شراعَها، والدنيا بحرَك، والأيامَ موجَك، والأعمالَ الصالحةَ تجارتَكَ التي ترجو رِبْحَها، والنافلةَ هديَّتَك التي ترجو بها كرامتَك، والحِرْصَ عليها [الرِّيحَ التي، تُسيِّرُها وتُزْجيها، ورَدَّ النفسِ عن هواها مراسِيهَا، والموتَ ساحلَها، والله مَالِكها وإليه مصيرُها. وأحبُّ التجار إلى الله وأفضلُهم وأقربُهم منه أكثرُهم بضاعةً، وأصفاهم نيةً، وأخلصهمْ هديةً، وأبغَضُهم إليه أقلُّهم بضاعةً وأردَؤهم هديةً وأخبَثُهم طوية؛ فكلَّما حسَّنْتَ تجارتَك ازدادَ رِبْحُك؛ وكلَّما خلصَتْ هديتُك تُكْرَم (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٤)، وما بين معقوفين منه.).
وفي رواية عنه أنه قال: قال لقمانُ لابنِه: يا بُنيَّ، اتخذْ طاعةَ الله بضاعةً تأتِك الأرباحُ من كلِّ مكان، واجعلْ سفينتَكَ تقوى الله، وحسْوَها التوكُّلَ على الله، وشراعَها الإيمان بالله، وبحرَك العِلْم النافع، والعمل الصالح، لعلَّكَ أنْ تنجو، وما أراك بناجٍ (أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (١٩٠) بنحوه.).
وقال عبد الله بن المبارك (في كتابه الزهد ص (١٩) برقم (٥٦).): عن رباح بن زيد، عن رجل، قال: إنَّ للعلمِ طُغيانًا كطغيانِ المال.
وقال الطبراني: حدّثنا عبيد بن محمد الصنعاني، حدّثنا أبو قدامة همام بن مسلمة بن عقبة، حدّثنا غوثُ بن جابر، حدّثنا عقيل بن منبِّه قال: سمعتُ عمِّي وهبَ بن منبِّه يقول: الأجرُ من الله ﷿ معروض، ولكنْ لا يستوجبُهُ منْ لا يعمَل، ولا يَجدُهُ من لا يَبتغيه، ولا يُبصِرهُ من لا ينظرُ إليه، وطاعةُ اللهِ قريبةٌ ممّنْ يرغبُ فيها، بعيدة ممن زَهِدَ فيها، ومنْ يحرِصْ عليها يَصِلْ إليها، ومنْ لا يُحبُّها لا يَجِدُها، لا تسبقُ منْ سعى إليها، ولا يُدْركُها منْ أبطأ عنها، وطاعةُ الله تُشرِّفُ منْ أكرَمَها وتُهينُ مَنْ أضاعها، وكتابُ الله يدُلّ عليها، والإيمان بالله يَحُضُّ عليها (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٤).).
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إبراهيم بنُ خالد، حدّثنا عمر بن عبد الرحمن، سمعت وهب بن منبِّه يقول: قال داود : يا رب، أيُّ عبادِكَ أحبُّ إليك؟ قال: مؤمن حسنُ الصورة، حسَنُ العمَل. قال: يا ربّ، أيُّ عبادِك أبغضُ إليك؟ قال: كافرٌ حسنُ الصورة، كفَرَ أو شَكَر، هذان (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٥)، وروايته: "كفر هذا وشكر هذا".).
وفي روايةٍ ذكرها أحمد بن حنبل: أيُّ عبادك أبغضُ إليك؟ قال: عبدٌ استخارَني في أمير فخرتُ له، فلم يرضَ به (المصدر السابق.).
وقال إبراهيم بن الجُنيد: حدّثني إبراهيم بن سعيد، عن عبد المنعم بن إدريس، حدّثنا عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبِّه، قال: كان سائح يعبدُ الله تعالى، فجاءه إبليسٌ أو شيطانٌ فتمثَّلَ بإنسان، فجعل يُريه أنه يعبدُ الله تعالى، وجعل يزيدُ عليه في العبادة، فأحبَّه ذلك السائح، لِمَا رأى من اجتهادِهِ وعبادتِه، فقال له الشيطان والسائحُ في مصلَّاه: لو دخلنا إلى المدينة فخالَطْنا الناس، وصبَرْنا على أذاهم، وأمَرْنا ونَهَيْنا، كان أعظمَ لأجرِنا. فأجابَهُ السائحُ إلى ذلك، فلما أخرج السائح إحدى رجلَيْه من بابِ مكانِهِ لينطلقَ معه هَتفَ به هاتف فقال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>