للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الرؤيا فتخبرنا بها، فلا نلَبثُ أن نراها كما رأيتها؟ قال: ذهب ذلك عني منذُ وَليتُ القضاء. قال عبد الرزاق: فحدثت به مَعْمَرًا فقال: والحسنُ لأبعدَ مَا وَليَ القضاءَ لم يحمَدُوا فهمَه (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٦).).
فمَنْ يأمنُ القراءَ بعدَكَ يا شَهْرُ
(هذا عجز بيت قاله أحدهم لشهر بن حوشب، من كتب الزيادة هنا هو الذي ساقه، وأصله: أنه روى يحيى بن أبي بكير الكرماني عن أبيه قال: كان شهر بن حَوْشَب على بيتِ المال، فأخذ خَريطةً فيها دراهم، فقيل فيه:
لقد باع شهرٌ دينَهٌ بخرِيطةٍ … فمَنْ يأمَنِ القُرَّاءَ بعدَكَ يا شَهْرُ
أخذتَ بها شيئًا طفيفًا وبعتَهُ … من ابنِ جريرٍ إنَّ هذا هو الغَدْرُ
قال الذهبي: قلت إسنادها منقطع ولعلها وقعتْ وتابَ منها أو أخذها متأولًا أن له في بيت مال المسلمين حقًا نسأل الله الصفح. سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٧٥)، وهو بتحقيقي. وانظر ما سيأتي في ترجمة حوشب ص (٣٠٤).)
فكيف حالُ مَنْ قد غرق في قاذوراتِ الدُّنيا من علماء زمانكَ هذا! ولا سيما من بعدِ فتنةِ تيمورلنك، فإنَّ القلوبَ قد امتلأتْ بحبِّ الدنيا فلا يجد العلمُ فيها مَوْضِعًا، فجالِسْ مَنْ شئتَ منهم لتنظر مبادئ مجالستهم وغاياتها ولا تستخفك البَدَوات، فإنما الأمورُ بعواقبها وخواتيمِها ونتائجِها وغاياتها. ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: ٢ و ٣].
وقال وهب: البلاءُ للمؤمن كالشِّكَالِ للدَّابَّة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٦)، والشكال: الحبل الذي تُشدُّ به قوائم الدابة. اللسان (شكل).).
وقال أبو بلال الأشعري: عن أبي هشام (في (ق): "عن أبي شهاب" تصحيف والمثبت من الحلية، ومما سبق من هذا الإسناد، وترجمته في الجرح والتعديل (٢/ ١٨٧)، وهو إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه أبو هشام الصنعاني.) الصنعاني، عن عبد الصمد، عن وهب، قال: مَنْ أُصيب بشيءِ من البلاء فقد سُلك به طريقُ الأنبياء (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٦).).
وقال عبدُ الله ابن الإمام أحمد بن حنبل: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا منذر، قال: سمعتُ وهبًا يقول: قرأتُ في كتابِ رجلٍ من الحواريين: إذا سُلك بك طريقُ - أو قال: سبيل أهلِ البلاء - فطِبْ نفسًا، فقد سُلك بها طريقُ الأنبياء والصالحين (المصدر السابق.).
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أحمد بن جعفر، حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثني أمية بن شبل، عن عثمان بن يزدويه، قال: كنتُ مَعَ وَهْب، وسعيدِ بن جُبير يومَ عَرَفة تحتَ نَخيلِ ابنِ عامر، فقال وهب لسعيد: يا أبا عبد الله كم لك منذُ خفتَ من الحجاج؟ فقال: خرجتُ عن امرأتي وهي حامل، فجاءني الذي في بطنِها وقد خرَجَ وجهُه (في (ق): "خرج [شعر، وجهه]، وهذه الزيادة لا داعيِ لها، ومعنى خرج وجهه: أي خرج شعر وجهه وَبَقل. انظر اللسان (خرج).). فقال له وهب: إنَّ مَنْ كان قبلَكُمْ كان إذا أصابه بلاءٌ عَدَّهُ رخَاءً، وإذا أصابه رخاءٌ عدَّهُ بلاءً (أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد ص (٣٧٣)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٦، ٥٧، و ٢٩٠).).
وروى عبد الله بن أحمد بسنده، عن وهب، قال: قرأتُ في بعض الكتب: ليس من عبادي مَنْ سَحَر أو سُحِرَ له، أو تكَهَّنَ أو تُكُهِّنَ له، أو تَطَيَّرَ أو تُطُيِّرَ له، فمنْ كان كذلك، فَليَدعُ غيري، فإنما هو أنا، وخَلْقي كلُّهمْ لي (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٧). وأخرج البيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٦٤) برقم (١١٧٦) عن عبد الرزاق أنا معمر بن قتادة، أن كعبًا قال قال الله ﷿: ليس من عبادي من سحر أو سحر له أو كهن أو كهن له =

<<  <  ج: ص:  >  >>