وقال الإمام أحمد: حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثنا رباح، عن جعفر بن محمد، عن التيمي، عن وهب، أنه قال: دخولُ الجَمَلِ في سَمِّ الخياط أيْسَرُ من دخولِ الأغنياءِ الجنَّة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٧).). قلت (القائل هنا هو الذي زاد في نسخة (ق) المطبوعة.): هذا إنما هو لشدة الحساب، وطول وقوف الأغنياء في الكُرَب، كما قد ضُربت الأمثال للشدائد. والله ﷾ أعلم. وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبدُ الرزاق، حدّثنا بكَّار، قال: سمعتُ وهبًا يقول: تَرْكُ المكافأةِ من التَّطْفِيفِ (أخرجه أبو بكر بن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق ص (١١١) برقم (٣٦٥)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٨).). وقال الإمام أحمد: حدّثنا الحجاج وأبو النضر، قالا: حدّثنا محمد بن طلحة، عن محمد بن جُحادة، عن وهب، قال: من يتعبَّدْ يَزْدَدْ قوَّةً، ومن يكسَلْ يَزْدَدْ فَتْرةً (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٨).). وقد قال غيره: إن حوراء جاءته في المنام في ليلةٍ باردة فقالت له: قُمْ إلى صلاتِك، فهي خيرٌ لك من نومه توهنُ بدَنَك. ورأيتُ في ذلك حديثًا لم يحضُرْني الآن وهذا أمر مُجَرَّب، إن العبادة تنشِّطُ البدَن، وتُلَيِّنُه وإن النومَ يُكْسلُ البدَن فيُقَسِّيه؛ وقد قال بعضُ السلف: لما تبع صِلَةَ بنَ أشْيَم حين دخل تلك الغيضة، وأنه قام ليلتَه إلى أنْ أصبح قال: فأصبح كأنه باتَ على الحشايا، وأصبحتُ ولي من الكَسَلِ والفُتور ما لا يعلمه إلا الله ﷿ (انظر قصة صلة بن أشيم والذي تبعه زيد العبدي في شعب الإيمان للبيهقي (٣/ ١٦٠، ١٦١)، برقم (٣٢١١).). وقد قيل للحسن: ما بالُ المتعبِّدين أحسَنُ الناسِ وجوهًا؟! قال: لأنهم خَلَوْا بالجليل، فألبسَهُمْ نورًا من نورِه (ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين (٤/ ٤١٢).). وقال يحيى بن أبي كثير: والله ما رجلٌ يَخْلو بأهلِه عَروسًا أقرَّ ما كانتْ نفسُهُ وآنَسَ بأشدَّ سرورًا منهم بمناجاةِ ربهم تعالى إذا خَلوْا به. وقال عطاء الخراساني: قيامُ الليلِ محْياةٌ لبدَن، ونورٌ في القلب، وضياء في الوجه، وقوَّةٌ في البصرِ والأعضاءِ كلِّها. وإنَّ الرجلَ إذا قام بالليل أصبح فرحًا مسرورًا، وإذا نام عن حِزْبه أصبح حزينًا مكسورَ القلب، كأنه قد فقَدَ شيئًا، وقد فقد أعظمَ الأمور له نفعًا. وقال ابنُ أبي الدنيا: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن مَنِيع، حدّثنا هاشم بن القاسم أبو النضر، حدّثنا بكر بن حبش، عن محمد القرشي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن بلال، قال: قال رسول الله ﷺ: "عليكم بقيام الليل فإنه دأبُ الصالحين قبلَكُمْ؛ وإنَّ قيامَ الليلِ قُرْبَةٌ إلى الله تعالى، ومَنْهاةٌ عن الإثم، وتكفيرٌ عن السيئات، ومَطْردَةٌ للشيطان عن الجسد" (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٣/ ١٢٧) برقم (٣٠٨٧) بنحوه؛ وابن رجب في جامع العلوم والحكم ص (٢٧٢)، وفي إسناده ضعف.). وقد رواه غيره (أخرجه الترمذي (٣٥٤٩) في الدعوات عن رسولِ الله: باب في دعاء النبي ﷺ عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة بلفظ (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قرب إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم) وهو حديث حسن بطرقه وشواهده، وانظر (الإحياء).) من طُرق "عليكم بقيام الليل، فإنَّه دأب الصالحين قبلكم". ويكفي في هذا الباب ما رواه أهل الصحيح والمسانيد عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: "يَعْقدُ الشيطانُ على قافيةِ أحدِكم إذا هو نامَ ثلاثَ عُقَد، يَضرِبُ مكانَ كل عُقْدةٍ: عليك ليلٌ =