وهذا بابٌ واسع، وقد قال هودٌ فيما أخبر الله عنه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [هود: ٥٠]، ثم قال: ﴿وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: ٥٢] وهذه القوة تشمَلُ جميعَ القوى، فيزيدُ الله عابديهِ قوةً في إيمانِهم ويقينهم ودينِهم وتوكلِهم، وغيرِ ذلك مما هو من جنسِ ذلك؛ ويزِدْهُمْ قوةً في أسماعِهم وأبصارِهم وأجسادِهم وأموالِهم وأولادِهم وغيرِ ذلك، والله ﷾ أعلم. وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسماعيل بن عبدِ الكريم، حدّثني عبد الصمد، أنه سمع وهبًا يقول: تصدَّقْ صدقةَ رجل يعلمُ أنه إنما قدَّمَ بين يديهِ مالَه، وما خلَّف مالَ غيرِه. قلت: وهذا كما في الحديث: "أيُّكُمْ مالُ وارِثِهِ أحبُّ إليه من مالِه"؟ فقالوا: كُلُّنا مالُه أحبُّ إليه من مال وارثِه. فقال: "إنَّ مالَهُ ما قدَّم، ومالَ وارِثِهِ ما أخَّر" (أخرجه البخاري عن عبد الله بن مسعود (٦٠٧٧) في الرقاق: باب ما قدم من ماله فهو له؛ والنسائي (٣٦١٢) في الوصايا: باب الكراهية في تأخير الوصية؛ والإمام أحمد في المسند (١/ ٣٨٣) (٣٦١٩).). قال: وسمعتُ وَهْبًا على المنبرِ يقول: احفظوا عني ثلاثًا: إياكم وهوىً متَّبَعًا، وقريبَ سَوْء، وإعجابَ المرءِ بنفسه. وَقدْ رُوِيَتْ هذه الألفاظُ في حديث (ولفظه "ثلاث مهلكات، شح مطاع، وهوىً مُتَّع، وإعجاب المرء بنفسه" رواه الطبراني في الأوسط وغيره، من حديث أنس وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.). وقال الإمام أحمد: حدّثنا يونس بن عبد الصمد بن مَعْقِل، حدّثنا إبراهيم بن الحجَّاج، قال: سمعتُ وهبًا يقول: أحبُّ بني آدمَ إلى الشيطان النؤومُ الأكول (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٥٨).). وقال الإمام أحمد: حدّثنا غوث بن جابر، حدّثنا عمران بن عبد الرحمن أبو الهذيل، أنه سمع وهبًا يقول: إنَّ الله ﷿ يحفظُ بالعبدِ الصالح القَبِيلَ (في (ق): "القيل"، وهو تصحيف، والمثبت من الحلية (٤/ ٥٨).) من الناس. وقال أحمد أيضًا: حدّثنا إبراهيم بن عقيل، حدّثنا عمران أبو الهذيل - من الأبناء - عن وهب بن منبِّه، قال: ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان مُوَكَّلٌ به؛ فأمَّا الكافرُ فيأكلُ معه، ويشرب معه، وينام معه على فراشه؛ وأمَّا المؤمنُ فهو مجانبٌ له ينتظرُ متى يُصيبُ منه غَفْلةً أو غِرَّةً؛ وأحبُّ الآدميِّين إلى الشيطان الأكول النؤوم (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥٨/ ٤، ٥٩).). وقال محمد بن غالب: حدّثنا أبو المعتمر ابن أخي بشر بن منصور، عن داودَ بن أبي هند، عن وهب، قال: قرأتُ في بعض الكتب التي أُنزلتْ من السماء على بعض الأنبياء، أن الله تعالى قال لإبراهيم ﵊: أتدري لِمَ اتخذتُكَ خليلًا؟ قال: لا يا رب. قال: لِذلِّ مَقَامِكَ بين يدي في الصلاة (أخرجه أبو نعيم في الحلية =