وقال سفيان: قالوا للزهري: لو أنك الآن في آخرِ عُمرك أقمتَ بالمدينة فغدَوْتَ (في (ق):! فقعدت … ودرجت"، والمثبت من الحلية (٣/ ٣٧١).) إلى مسجدِ رسولِ الله ﷺ، ورُحْتَ وجلسنا إلى عمودٍ من أعمدتِه، فذكَّرت الناسَ وعلَّمتَهم. فقال: لو أني فعلتُ ذلك لوُطِّئَ عَقِبي، ولا ينبغي لي أنْ أفعلَ ذلك حتى أزهدَ في الدُّنيا، وأرغبَ فِي الآخرة. وكان الزهري يحدِّثُ أنه هلك في جبال بيتِ المقدِس بضعةٌ وعشرون نبتًا ماتوا من الجُوع والعمل، كانوا لا يأكلونَ إلَّا ما عرفوا، ولا يَلْبسُونَ إلَّا ما عَرفوا. وكان يقول: العِبَادة هي الوَرَعُ والزُّهْد، والعِلْمُ هو الحسَنَةُ، والصَّبْرُ هو احتمالُ المكارِه، والدعوةُ إلى الله على العمل الصالح]. (١) ترجمته في طبقات ابن سعد (٧/ ٤٦١)، التاريخ الكبير (٢/ ١٠٨)، الكنى لمسلم ص (١٥١)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٩٨)، الثقات لابن حبان (٤/ ٦٦)، الحلية (٥/ ٢٢١)، تاريخ ابن عساكر (١٠/ ٣٥٤)، صفة الصفوة (٤/ ٢١٧)، المختار من مناقب الأخيار لابن الأثير (١/ ٤٨١)، مختصر تاريخ ابن عساكر (٥/ ٢٦٨)، تهذيب الكمال (٤/ ٢٩١)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٩٠)، تاريخ الإسلام (٤/ ٢٣٤)، الوافي (١٠/ ٢٧٧)، تهذيب التهذيب (١/ ٥٠٣)، الكواكب الدرية (١/ ٩١). (٢) كذا في الأصول (ب، ح، ق) وتاريخ دمشق، وفي سير أعلام النبلاء (٥/ ٩٢): "دار الصيارفة".