للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَهَيْتَ عَنْ شُرْبِ الخُمُورِ وَأنْتَ مِنْ (١) … كَأْسِ المَظَالِمِ طَافِحٌ مَخْمُورُ

عَطَّلْتَ كاساتِ المُدامِ تَعَفُّفًا … وَعَلَيْكَ كاساتُ الحَرامِ تَدُورُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا نُقِلْتَ (٢) إِلى البِلا … فَرْدًا وَجَاءَكَ مُنكرٌ ونَكِيرُ

وَتَعَلَّقَتْ فِيكَ الخُصومُ وَأَنْتَ فِي … يَوْمِ الحِسَابِ مُسَحَّبٌ (٣) مَجْرُورُ

وَتَفَرَّقَتْ عَنْكَ الجُنُودُ وَأَنْتَ فِي … ضِيقِ اللُّحودِ (٤) مُوَسَّدٌ مَقْبُورُ

وَوِدْتَ أَنَّكَ ما وَليتَ وِلايَةً … يَوْمًا وَلَا قَالَ الأَنَامُ أَسِيرُ

وَبقِيتَ بَعْدَ العِزِّ رَهْنَ حُفَيْرَةٍ … فِي عَالَمِ المَوْتَى وَأَنْتَ حَقِيرُ

وَحُشِرْتَ عُريانًا حَزينًا باكيًا … قَلِقًا وَمَا لَكَ فِي الأَنَامِ مُجِيرُ

أَرَضِيتَ أَنْ تَحْيَا وَقَلْبُكَ دَارِسٌ … عَافِي الخَرابِ (٥) وجِسْمُكَ المَعْمُورُ

أَرَضِيتَ أَنْ يَحْظَى سِواكَ بِقُرْبِهِ … أَبَدًا وَأَنْتَ مُبَعَّدٌ (٦) مَهْجُورُ

[مَهِّدْ لِنَفْسِكَ حُجَّةً تَنْجُو بِها … يَوْمَ المَعَادِ لَعَلَّكَ (٧) المَعْذُورُ] (٨)

فلما سمع الملك (٩) نور الدين [هذه الأبيات] (١٠) بكى بكاءً شديدًا، وأمر بوضع المكوس والضرائب في سائر البلاد، (١١).

وكتب إِليه عمر المُلَّا من الموصل، وكان قد أمر الولاة والأمراء بها ألا يفصلوا بها أمرًا حتى يُعلموه، فما أمرهم به من شيء امتثلوه، وكان من الصالحين الزاهدين، وكان نور الدين يستقرض منه في كل شهر رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل إِليه بفتيت ورقاق، فيفطر عليه جميع رمضان.

كتب (١٢) إِليه الشيخ عمر الملا هذا: إِن المفسدين قد كثروا ويحتاج إِلى سياسة، ومثل هذا لا يجيء


(١) في الأصول: في، وما هنا عن الروضتين.
(٢) أ، ب: انقلبت.
(٣) ط: مسلسل.
(٤) ط: ضيق القبور.
(٥) أ: التراب.
(٦) ط: معذّب.
(٧) ط: ويوم تبدو العور.
(٨) ليس في ب.
(٩) ليس في ط.
(١٠) عن ط وحدها.
(١١) عن ب وحدها.
(١٢) ط: فكتب، والخبر في الروضتين (١/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>