للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشكره على ما هو بصدده من محاربتهم، وحفظ حوزة الإسلام، فمن ذلك قوله في بعض تلك الكتب إليه:

هذه الأوقات التي أنتم فيها عرائس الأعمار، وهذه النفقات التي تجري على أيديكم مهور الحور في دار القرار، وما أسعد من أودع يد الله ما في يديه، فتلك نعم الله عليه، وتوفيقه الذي ما كل من طلبه وصل إِليه، وسواد العجاج في هذه المواقف بباطن ما سودته الذنوب من الصحائف فما أسعد تلك الوقَفات (١)، وما أعود بالطمأنينة تلك الرَّجَفات (٢).

وكتب إِليه (٣) أيضًا:

أدام الله ذلك الاسم تاجًا على مفارق المنابر والطُّروس، وحياة للدنيا وما فيها من الأجساد والنفوس، وعرف المملوك ما عرفه من الأمر الذي اقتضته المشاهدة، وجرت به العاقبة في بيروت (٤)، ولا مزيد على تشبيه (٥) الحال بقوله: [من الطويل]

أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ تَدْوَى (٦) يَمينُهُ … فَيَقْطَعها عَمْدًا ليَسْلَمَ سائِرُهْ

ولو كان فيها تدبير لكان مولانا سبق إِليه، ومن قَلَّم من الإصبع ظفرًا، ففد جلب إِلى الجسد بفعله نفعًا، ودفع عنه ضررًا: [الكامل]

وَتَجَشُّمُ المَكْرُوهِ لَيْسَ بِضَائِرٍ … ما خِلْتُهُ (٧) سَببًا إِلى المَحْمودِ

وآخر كل شقوة (٨) أول كل غزوة، فلا يسأم مولانا نية الرباط وفعلها، وتجشم الكلف وحملها، فهو إِذا صرف وجهه إِلى وجه واحد وهو وجه الله. صرف الله (٩) إِليه الوجوه كلها ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: ٦٩].

وفي هذه السنة انقضت مدة الهدنة التي كان عقدها (١٠) الملك صلاح الدين للفرنج (١١)


(١) أ: الواقعات، وفي الروضتين (٢/ ٢٣٣): الوقعات.
(٢) ط: الرجعات.
(٣) ليس في ط.
(٤) أ، ط: في سرور.
(٥) أ: ولا يزيد على سيئية، ب: ولا يزيد على سننه، ط: ولا يزيد على سيبه؛ وما هنا عن الروضتين (٢/ ٢٣٣).
(٦) ط: تدوى، ودَوِيَ دوىً: مرض القاموس (دوى).
(٧) وصلت ب بين الشطرين على النحو التالي: وتجشم المكروه ليس بضائر إِذا كان ما جلبه سببًا إِلى المحمود.
(٨) ط والأصلين: سنوه، وما هنا عن الروضتين (٢/ ٢٣٣).
(٩) عن ب وحدها.
(١٠) ب: عقد بها لهم.
(١١) ليس في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>