للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: مات صاحب اليمن ابن سيف الإسلام فتولاها (١) سليمان بن شاهنشاه بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب باتفاق الأمراء عليه، فأرسل العادل إِلى ابنه (٢) الكامل أن يرسل إِليها ولده أخسيس (٣)، فأرسله فتملكها فظلم بها وفتك (وغشم)، وقتل من الأشراف نحوًا من ثمانمئة، وأما ممن (٤) عداهم فكثيرٌ، وكان من أفجر الملوك وأكثرهم فسقًا وأقلِّهم حياء (٥)، وقد ذُكر (٦) عنه ما تقشعرُّ منه الأبدانُ وتنكره القلوبُ، نسأل اللّه العافيةَ.

وممن توفي فيها:

إِبراهيم بن علي (٧) بن محمد بن بكروس الفقيه الحنبلي، أفتى وناظر وعُدِّل عند الحُكَّام، ثم انسلخ من هذا كله وصار شرطيًا بباب النّوبي (٨) يضربُ الناسَ ويُؤذيهم غايةَ الأذى، ثم بعد ذلك ضُرب إِلى أن مات وأُلقي في دجلة (٩) وفرحَ الناسُ بموته، وقد كان أبوه رجلًا صالحًا.

الركن عبد السلام بن عبد الوهاب (١٠) بن الشيخ عبد القادر.


(١) ط: صاحب اليمن وتولاها، والخبر في ذيل الروضتين (٨٦) وابن سيف الإسلام هو الملك الناصر أيوب بن طغتكين، حاكم اليمن. توفي مسمومًا سنة ٦١١ هـ سمَّه أتابكه غازي بن جبريل. ترويح القلوب (٥٨) وزامباور (١/ ١٥٢).
(٢) ط: ولده.
(٣) أ، ب: أن يرسل ولده أقسيس ابن الكامل إِليها. وهو أخسيس بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر ولقب بالملك المسعود. والعامة يسمّونه أقسيس وغلبت عليه مقالة العامة لأن والده الكامل ما كان يعيش له ولد، فلما ولد له هذا قال له بعض الأتراك في بلادنا: إِذا كان الإنسان لا يعيش له ولد يسمونه أخسيس، ومعناه باللغة التركية (ما له اسم) فسمّاه بذلك، فلما كبر ثقل على العامة لفظ (أخسيس)؛ فسمَّوه أقسيس. توفي سنة ٦٢٦ بمكة ودفن بالمعلى. النجوم الزاهرة (٦/ ٢١٠ - ٢١١ و ٢٧٢) ووفيات الأعيان (٥/ ٧٨ - ٧٩).
(٤) ط: وأما من عداهم.
(٥) ط: حياء ودينًا.
(٦) ط: ذكروا.
(٧) ترجمة -ابن بكروس- في مرآة الزمان (٨/ ٥٧٠ - ٥٧١) والتكملة لوفيات النقلة (٢/ ٤٩٥ - ٤٩٦) وذيل الروضتين (٨٧ - ٨٨) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٣١١) والمختصر المحتاج إِليه (١/ ٢٣٣) وذيل ابن رجب (٢/ ٦٩ - ٧٠).
(٨) ط: النوى.
(٩) هكذا قال أبو شامة، ونقله الذهبي في تاريخ الإسلام، ولم يصح أنه رمي بدجلة، فقد ذكر ابن الدبيثي في تاريخه (الورقة ٢٦٣ من مجلد باريس ٥٩٢١) والمنذري في التكملة، وابن رجب في الذيل (٢/ ٧٠) وغيرهم أنه دفن بمقبرة باب أبرز، قال ابن رجب: "وقد وجد أبو شامة في ابن بكروس مجالا للمقال فقال فيه وأطال، وأظهر بعض ما في نفسه فيه وفي أمثاله" (بشار).
(١٠) ترجمة -الركن الجيلاني- في الكامل لابن الأثير (٩/ ٣٠٨) ومرآة الزمان (٨/ ٥٧١) والتكملة لوفيات النقلة (٢/ ٣٠٣) وذيل الروضتين (٨٨) ومختصر أبي الفداء (٣/ ١٢٢) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٣١٥) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ١٥٥) وفوات الوفيات (١/ ٥٧١) وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٧١ - ٧٣) وشذرات الذهب (٧/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>