للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطوادها وجلمودها (١)، فتباركت اللهمّ، فمن يبلغ بنعْته نعتَك، أم من يبلغ بصفته صفتك، تنشئ (٢) السحاب، وتفكُّ الرقاب، وتقضي الحق وأنت خير الفاصلين. لا إله إلا أنت، سبحانك أمرتَ أن نستغفر من كلّ ذنب، لا إله إلا أنت، سبحانك استترت بالسموات عن الناس. لا إله إلا أنت سبحانك إنما يخشاك من عبادك الأكياس. نشهد أنّك لست بإله استحدثناك، ولا رب يبيد ذكره، ولا كان معك شركاء يقضون معك فندعوهم ونَذَرُك (٣)، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشكّ فيك. نشهد أنك أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لك كفوًا أحد (٤).

وقال إسحاقُ بن بشر، عن جويبر، ومقاتلٌ عن الضحاك، عن ابن عباس: إن عيسى ابن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلّمهم طفلًا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان، ثم أنطقه الله بعد ذلك الحكمة (٥) والبيان، فأكثر اليهودُ فيه وفي أمّه من القول، وكانوا يسمّونه ابنَ البغيَّة، وذلك قوله تعالى: ﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ١٥٦]، قال: فلما بلغ سبعَ سنين أسلمته أمّه في الكُتَاب، فجعل لا يعلِّمه المعلِّم شيئًا إلا بَدَرَه إليه (٦)، فعلّمه (أبا جاد)، فقال عيسى: ما أبو جاد؟ فقال المعلم: لا أدري. فقال عيسى: كيف تعلِّمني ما لا تدري؟ فقال المعلِّم: إذًا فعلِّمني! فقال له عيسى: فقم من مجلسك. فقام، فجلس عيسى محلَّه، فقال: سلني. فقال المعلِّم: ما أبو جاد؟ فقال عيسى: الألف آلاء الله. باء: بهاء الله. جيم (٧): بهجة اللّه وجماله (٨). فَعجِب المعلِّم من ذلك، فكان أول من فسَّر أبا جاد (٩).

ثم ذكر أن عثمان سأل رسول اللّه عن ذلك فأجابه على كلِّ كلمةٍ كلمة بحديث طويل موضوع لا يسأل ولا يتمادى (١٠).

وهكذا روى ابن عدي من حديث إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي مُلَيْكَة عمّن حَدَّثه، عن ابن مسعود، وعن مِسْعَر بن كِدَام، عن عطية، عن أبي سعيدٍ، رفع الحديث في دخول


(١) في ب وجلمدها. والجلمد والجلمود: الصخر.
(٢) في ب وط: تنشر.
(٣) في ط: ولا كان معك شركاء فندعوهم ونذكرك.
(٤) الدعاء في مختصر تاريخ ابن عساكر (٢٠/ ٩٠)، مختصرًا. عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة.
(٥) في ب: بالحكمة، وكذلك في مختصر ابن عساكر.
(٦) يقال بدره الأمرَ، وبدر إليه: إذا عَجِل إليه.
(٧) في ط: والباء .. والجيم.
(٨) في مختصر ابن عساكر: زاد في غيره: دال: اللّه الدائم.
(٩) مختصر ابن عساكر: (٢٠/ ٩٣).
(١٠) في ب: لا يسأل فيه. والحديث أورده ابن عساكر. مختصره (٢٠/ ٩٣).