للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاجين من قلعة صفد ومعه جماعة أمراء، ورد (عليهم) إقطاعاتهم (١)، وأحسن إليهم وأكرمهم.

وفي أوائل رمضان طلب القاضي بدر الدين ابن جماعة من القدس الشريف وهو حاكم به، وخطيب فيه، على البريد إلى الديار المصرية فدخلها في رابع (٢) عشره، وأفطر ليلتئذ (٣) عند الوزير السَّلْعوس وأكرمه جدًّا واحترمه، وكانت ليلة الجمعة، فصرح الوزير بعزل تقي الدين ابن بنت الأعز وتولية ابن جماعة (٤) بالديار المصرية قضاء القضاة، وجاء القضاة إلى تهنئته وأصبح الشهود بخدمته (٥)، ومع القضاء خطابة الجامع الأزهر، وتدريس الصالحية، وركب في الخلعة والطرحة ورسم لبقية القضاة أن يستمروا بلبس الطرحات، وذهب فخطب بالجامع الأزهر، وانتقل إلى [المدرسة] الصالحية ودَرَّسَ بها في الجمعة الأخرى وكان درسًا حافلًا (٦)، ولما كان يوم الجمعة رسم (٧) السلطان للحاكم بأمر الله أن يخطب هو بنفسه الناس يومئذ وأن يذكر في خطبته أنه قد ولي السلطنة للأشرف خليل بن المنصور، فلبس خلعة سوداء وخطب الناس بالخطبة (٨) التي كان خطب بها في الدولة الظاهرية، وكانت من إنشاء الشيخ شرف الدين المقدسي في سنة ستين وستمئة، فيكون بين الخطبتين أزيدُ من ثلاثين سنة، وذلك بجامع قلعة الجبل، ثم استمر ابن جماعة يخطب بالقلعة عند السلطان، وكان يستنيب في الجامع الأزهر (٩).

وأما ابن بنت الأعزّ فناله من الوزير إخراق (١٠) ومصادرة وإهانة بالغة، ولم يترك له من مناصبه شيئًا، وكان بيده سبعة عشر منصبًا، منها القضاء والخطابة ونظر الأحباس ومشيخة الشيوخ، ونظر الخزانة وتداريس كبار، وصادره بنحو من أربعين ألف، غير مراكبه وأشياء كثيرة، ولم يظهر منه استكانة له ولا خضوع، ثم عاد فرضي عنه وولاه تدريس الشافعي، وعملت ختمة عند قبر المنصور في ليلة الإثنين رابع ذي القعدة وحضرها القضاة والأمراء (١١)، ونزل السلطان ومعه الخليفة إليهم وقت السحر، وخطب الخليفة بعد الختمة خطبة بليغةً، حرَّض الناسَ على غزو بلاد العراق واستنقاذها من أيدي


(١) أ: إقطاعاتهم إليهم.
(٢) أ، ب، ط: رابع عشرة. وما هنا للسياق.
(٣) أ: وأفطر ليلتين.
(٤) ب: ابن جماعة قضاء القضاة بالديار.
(٥) ب: في خدمته.
(٦) أ: وكان رئيسًا حافلًا. وفي ب: وكان درسأ حفلًا اجتمع الناس فيه الحفلاء.
(٧) ب: ولما كان يوم الجمعة رابع عشر شوال رسم السلطان للخليفة الحاكم.
(٨) ب: وخطب الناس الخطبة.
(٩) ب: بجامع القلعة عند السلطان بعد الجمعة التي خطب بها الخليفة ويستنيب في جامع الأزهر بعض الفضلاء وأما القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز.
(١٠) أ: إحراق.
(١١) ب: والأمراء والأعيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>