للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرُّجوعُ إلى أمره ونهيه، فعلَتْ كلمةُ الله بها على أعداء الله ورسوله، ولُعِنوا سرًا وجهرًا وباطنًا وظاهرًا، في مجامع الناس بأسمائهم الخاصّة بهم، وصار ذلك عند نصر المَنْبجي القيمَ المُقيم، ونزل به من الخوف والذلِّ ما لا يعبَّر عنه، وذكر كلامًا كثيرًا] (١).

والمقصودُ أنَّ الشَّيخَ تقي الدين أقامَ بثغر الإسكندرية ثمانيةَ أشهر مقيمًا ببُرجٍ متَّسع مليح نظيفٍ، له شبّاكان أحدهما إلى جهة البحر والآخر إلى جهة المدينة، وكان يدخل عليه من شاء، ويتردد إليه الأكابرُ والأعيانُ والفقهاءُ، يقرؤون عليه ويستفيدون منه، وهو في أطيب عيش وأشرح صدر.

وفي آخر ربيع الأول عزل الشيخ كمال الدين بن الزَّمْلكاني عن نظر المارستان (٢) [بسبب انتمائه إلى ابن تيمية بإشارة المنبجي] (٣)، وباشره شمس الدين عبد القادر بن الخطيري.

وفي يوم الثلاثاء ثالث ربيع الآخر ولّى قضاء الحنابلة بمصر الشيخ الإمام الحافظ سعد الدين أبو محمود (٤) مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد (٥) الحارثي، شيخ الحديث بمصر، بعد وفاة القاضي شرف الدين أبي محمد عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحرّاني.

وفي جُمادى الأولى برزت المراسيم السلطانية المظفَّرية إلى نوّاب البلاد السَّاحلية (٦) بإبطال الخمور، وتخريب الحانات، ونفي أهلها، ففُعل ذلك، وفرح المسلمون بذلك فرحًا شديدًا.

وفي مستهل جُمادى الآخرة وصل بريد بتولية قضاء الحنابلة بدمشق للشيخ شهاب الدين أحمد بن شرف (٧) الدين حسن بن الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي، عوضًا عن التَّقي سُليمان بن حمزة بسبب تكلُّمه في نزول الملك النّاصر عن الملك، وأنه إنّما نزل عنه مضطهدًا بذلك، ليس بمختار، وقد صدق فيما قال.

وفي عشرين جُمادى الآخرة وصل البريد بولاية شدِّ الدواوين للأمير سيف الدين بَكْتَمُر الحاجب (٨)، عوضًا عن الرُّسْتُميّ (٩) فلم يقبل، وبنظر الخِزَانة للأمير عزّ الدين أحمد بن الزَّين (١٠) محمد بن أحمد بن


(١) ليست في ب.
(٢) كان تولاه سنة (٧٠٧ هـ) كما تقدَّم.
(٣) ليست في ب.
(٤) في ب: أبو محمد، وكذلك هو في الشذرات (٦/ ٢٩).
(٥) في ط وأ: زين الدين. والتصويب من ب والنجوم الزاهرة (٧/ ١٣٥ و ٩/ ٢٢١).
(٦) في ط: إلى البلاد السواحلية.
(٧) في ط: شريف.
(٨) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٩ هـ). وهو: بكتمر بن عبد الله الحسامي.
(٩) هو: جمال الدين آقوش الرستمي. وسيأتي في وفيات هذه السنة.
(١٠) في ط: زين الدّين. وكلها بمعنى واحد. وسيأتي في وفيات سنة (٧٣٦ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>