للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا في السبب الذي سُمِّي به ذا القرنين. فقيل: لأنه كان له في رأسه شبه القرنين. قال وهب بن منبه: كان له قرنان من نحاس في رأسه، وهذا ضعيف؛ [قال] (١): وقال بعض أهل الكتاب: لأنه ملك فارس والروم.

وقيل: لأنه بلغ قرني الشمس غربًا وشرقًا، وملك ما بينهما من الأرض. وهذا أشبه من غيره، وهو قول الزهري (٢).

وقال الحسن البصري: كانت له غديرتان من شعر يطأ فيهما، فسمي ذا القرنين.

وقال إسحاق بن بشر، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أنّه قال: دعا ملكًا جبارًا إلى الله فضربه على قرنه فكسره ورضّه. ثم دعاه فدقّ قرنه الثاني فكسره، فسُمّي ذا القرنين.

وروى الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطُّفيل، عن علي بن أبي طالب أنه سُئِل عن ذي القرنين فقال: كان عبدًا ناصحَ الله (٣) فناصَحَه، دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات، فأحياه الله فدعا قومَه إلى الله، فضربوه على قرنه الآخر فمات، فسُمّي ذا القرنين.

وهكذا رواه شعبة عن القاسم (٤) بن أبي بَزَّة، عن أبي الطفيل، عن علي، به.

وفي بعض الروايات عن أبي الطفيل، عن علي قال: لم يكن نبيًا ولا رسولًا ولا مَلِكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا (٥).

وقد اختُلِف في اسمه: فروى الزبير بن بَكَّار، عن ابن عباس: كان اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد (٦).

وقيل: مصعب (٧) بن عبد الله بن قَنّان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن غَوث (٨) بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن قحطان.


(١) زيادة يستوجبها الكلام وهي مثبتة في تفسيره (٣/ ١٠٠ - ١٠١). وتفسير الطبري (١٦/ ٨).
(٢) الروض الأنف (٢/ ٥٩).
(٣) في ب: ناصحًا إلى الله. والخبر في الروض الأنف (٢/ ٥٩).
(٤) زيادة من ب. والخبر في تفسير الطبري (١٦/ ٨) بهذا السند.
(٥) الروض الأنف (٢/ ٥٩).
(٦) الروض الأنف (٢/ ٦٠).
(٧) في المحبر (٣٦٥): الصعب بن قرين.
(٨) في ط: عون.