للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصغَى لِيتًا (١) وَرفَع لِيتًا" قال: "وأول من يسمعه رجلٌ يلوط حَوْض إبله" قال: "فيَصْعَقُ، ويَصعق الناس، ثم يُرسل اللَّه" -أو قال: "يُنزل اللَّه- مَطرًا، كأنّه الطلُّ أو الظِّلّ" نعمان الشاكّ "فتَنْبت منه أجساد الناس، ثم يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فإذا هُمْ قيام ينْظُرون، ثم يقال: يا أيّها الناس، هَلُمّوا إلى ربكم ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)[الصافات] ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: مِنْ كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمئة وتسعة وتسعين" قال: "وذلك يومَ ﴿يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾ و ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ " (٢).

وقال الإمام أحمد: حدثنا سُرَيجٌ، حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن الحارث بن فُضَيْل، عن زياد بن سعد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "ينزل ابنُ مريم إمامًا عادلًا، وحكَمًا مُقْسِطًا، فَيكْسِرُ الصليبَ، ويقْتُل الخنزيْرَ، ويرجع السِّلْمَ، وتتخذ السيوف مَناجل، وَتذْهَبُ حُمَةُ كلِّ ذات حُمة، وتُنزل السماءُ رزقها، وتُخْرِجُ الأرضُ بركتها، حتّى يَلْعَبَ الصبيُّ بالثُّعْبان ولا يضرُّه، ويُراعي الغَنَمَ الذِّئْبُ فلا يَضُرُّها، ويراعي الأسدُ البَقَر، فلا يَضُرّها". تفرد به أحمد، وإسناده جيّد قويّ صالح (٣).

وقال البخاريّ: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "والذي نفسي بيده لَيُوشِكَنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مَرْيم حكَمًا عَدْلًا، فَيكْسِرَ الصليبَ، ويقْتُلَ الخنزير، ويَضَعَ الجزية، ويَفِيضُ المالُ، حتى لا يَقْبله أحَدٌ، حتى تكون السجدة خيرًا من الدنيا وما فيها" ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إنْ شئْتم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩)[النساء].

وكذا رواه مسلم عن حسن الحُلْوانِيّ، وعبد بن حُمَيْد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم به، وأخرجاه أيضًا من حديث سُفيان بن عُيَيْنَةَ، والليث بن سعد، عن الزُّهريّ به (٤).

وروى أبو بكر بن مَرْدَويهِ، عن طريق محمد بن أبي حَفْصةَ، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "يُوشك أن يكون فيكم ابنُ مَرْيم حَكَمًا عَدْلًا، يَقْتُلُ الدخال، ويَقْتلُ الخنزير، ويكْسِرُ الصليب، ويَضَعُ الْجِزْيَة، ويَفِيضُ المالُ، وتكون السجدة واحدةً للَّه ربِّ العالمين". قال أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ مَوْتِ عيسى ابن مريم، ثم يُعيدُه أبو هُرَيرة ثلاثَ مَرّات.


(١) اللّيت: صفحة العنق، وهما ليتان، وأصْغَى: أمال. "النهاية" (٤/ ٢٨٤).
(٢) رواه مسلم رقم (٢٩٤٠).
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٨٢ - ٤٨٣) أقول: فليح وزياد، فيهما كلام، لكن الحديث حسن بطرقه وشواهده.
(٤) رواه البخاري (٣٤٤٨) و (٢٤٧٦) و (٢٢٢٢) ومسلم رقم (١٥٥) (٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>