للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا ابنُ لَهِيعَةً، عن حُيَيِّ بن عبد اللَّه، عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللَّه : "إذا طلعت الشمسُ من مَغْربها خَرّ إبليسُ ساجِدًا يُنادي وَيجْهَرُ: إلهي مُرني أنْ أسْجُد لِمَنْ شِئْت" قال: "فتَجْتمِعُ إلَيْه زَبانيتهُ، فيقولون: يا سَيِّدَهُمْ، ما هذا التَضرُّع؟ فيقول: إنما سألتُ رَبي أَنْ يُنظِرني إلى الوَقْتِ المعلوم" قال: "ثم تخرُج دَابَّة الأرض مِنْ صَدْع في الصَّفَا" قال: "فأول خُطْوَةٍ تَضَعُها بأنطَاكِيةَ، فتأتى إبْليسَ فَتْلطِمُه". وهذا حديث غريب جدًّا، وَرفْعُه فيه نَكارة، ولَعَله من الزاملتَين اللتين أصابهما عبدُ اللَّه بن عمرو يوم اليَرْمُوك من كُتُب أهل الكتاب، فكان يُحَدِّث منهما أشياءَ غَرائِبَ (١).

وقد تقدّم في خبر ابن مسعود الذي رواه نُعَيْمُ بنُ حماد في "الفتن": أنّ الدابّة تَقْتُل إبليسَ، وهذا من أغرب الأخبار (٢) واللَّه أعلم.

وفي حديث طالوت بن عَبَّاد، عن فَضَّال بن جُبَير، عن أبي أُمامَةَ، صدي بن عَجْلَان، قال: قال رسول اللَّه : "إن أول الآيات طلوعُ الشمس من مَغْرِبها" (٣).

وقال الحافظ أبو بكر بن مَرْدَوَيه في "تفسيره": حَدّثنا محمّد بن عليّ بنِ دُحَيم، حدَّثنا أحمدُ بن حازم بنِ أبي غرَزة، حدثنا ضِرَارُ بنُ صُرد، حدثنا ابن فُضَيْل، عن سُلَيمان بن يزيد، عن عبد اللَّه بن أبي أَوفَى، قال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: "ليأتيَنّ على الناس ليْلَةٌ تَعْدل ثلاث لَيال من لَيالِيكم هذه، فإذا كان ذَلِكَ يَعْرِفُهَا المُتَنَفِّلُون، يَقُومُ أحدهم، فيقرأ حِزْبهُ، ثم ينام، ثم يقوم، فيقرأ حزبه، ثم ينام، فبينما هُمْ كذلك، صاحَ الناسُ بعضُهم في بَعْض، فقالوا: ما هذا؟ فيفزعون إلى المساجد، فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها، حتى إذا صارت في وسط السماء، رجَعَتْ، فطلعت من مَطْلعِها" قال: "فحينئذ لا ينفع نَفْسًا إيمانُها" (٤).

ثم ساق ابنُ مَرْدَوَيْه من طريق سُفْيَان الثوريّ، عن منصور، عن رِبْعيّ، عن حُذَيفَةَ، قال: سألتُ رسول اللَّه : ما آيةُ طلوع الشمس من مغربها؟ فقال: "تَطُولُ تلك الليلةُ حَتّى تكونَ قَدْرَ لَيلَتَين، فينْتَبِهُ الذينَ كانوا يُصلُّون فيها فيعملون كما كانوا يعملون قبلها، والنجومُ لا تُرَى، قد باتَتْ مَكَانها، ثمَ يرْقُدونَ، ثم يقومون، فيصلون، ثم يرْقدون، ثم يقومون، فَتَكِلُّ عليهم جنوبهم حين يَتَطَاول اللَّيْل، فَيفْزَعُ الناسُ ولا يُصْبِحون، فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مَشْرِقها، إذ طلعت من مَغْربها، فإذا رآها الناسُ آمنوا، ولا يَنْفَعُهم إيمانُهم".


(١) رواه الطبراني في "الأوسط" رقم (٩٤).
(٢) وقد تقدم حكم الحافظ الذهبي عليه بالوضع.
(٣) أقول: فيه فضال بن جبير. قال ابن حبان عنه: يروي أحاديث لا أصل لها.
(٤) قال المصنف في "تفسيره": هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس هو في شيء من الكتب الستة.

<<  <  ج: ص:  >  >>