للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول: قَدْ بَقِيَ شَيْءٌ، وإن الله تعالى يقول: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] ألا إنّ الحُسْنَى الْجنَّةُ، وَالزِّيَادةَ النّظَرُ الى وجهِ اللهِ ﷿. هكذا ذكره موقوفًا. وقدْ رَوَى ابنُ جَريرٍ وَابنُ أبي حَاتِمٍ حديثَ أبي تَميمَةَ الْهُجَيْميّ، عن أبي مُوسى الأشْعَريِّ: أنَّ رسولَ الله قال: "إنّ الله يَبْعَثُ يَوْمَ القِيَامةِ مُنَاديًا ينادي أهل الجنة بصوت يُسْمِعُ أوَّلَهُمْ وآخرهم: إنَّ اللهَ وَعَدَكُمُ الْحُسْنَى وزِيَادةً، الْحُسْنَى الْجَنّةُ، والزِّيَادَةُ النّظَرُ إلى وجْهِ الرَّحْمَنِ".

ورواه ابن جرير من حديثِ زُهَيْرٍ، عمّنْ سَمِعَ أبَا العَالِيَةِ حدّثنا أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: أنَّهُ سَألَ رَسُولَ الله عن قولِ اللهِ ﷿: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦]،. قال: "الحُسْنَى الجنّةُ، والزِّيَادَةُ النَّظَرُ إلى وجهِ الله ﷿" (١).

ورواهُ ابنُ جَريرٍ أيضًا عن ابنِ حُمَيْدٍ، عن إبراهيمَ بنِ المخْتَارِ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عَطاء، عن كَعْبِ بن عُجْرَةَ، عن النَّبيِّ في قولهِ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] قال: "النّظَرُ إلى وجه الرَّحْمَن ﷿" (٢).

وقال الحسنُ بن عَرفةَ: حدّثنا سَلْم بنُ سَالِمٍ (٣)، عن نوح بن أبي مريمَ، عن ثَابِتٍ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: سُئلَ رسولُ اللهِ عن هذه الآية: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] قال: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا﴾ العَمَلَ في الدُّنيا ﴿الْحُسْنَى﴾ هيَ الجَنّةُ، وَ (الزِّيَادةُ) النّظر إلى وجهِ الله ﷿". سَلْم وشَيخُهُ نُوحٌ مُتَكَلَّمٌ فيهما، والله أعلم (٤).

وقال الإمامُ أبو عَبْدِ اللهِ محمد بن إدْريسَ الشّافعيّ في كتاب الجُمُعَةِ منْ "مُسْنَدِهِ": حدّثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ، حدّثني مُوسى بنُ عُبَيْدةَ، حدّثني أبو الأزهرِ مُعَاويةُ بن إسْحَاقَ بن طَلْحَة، عن [عبد الله بن] عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ: أنّهُ سَمِعَ أنس بن مالكٍ يقولُ: أتي جِبْريلُ بمِرْآةٍ بَيْضاءَ فيهَا نُكْتَة إلى النبيِّ ، فقال النَّبيُّ : "ما هَذِهِ؟ " فقال: هذه الجُمُعةُ فُضِّلْتَ بها أنتَ وَأُمَّتُكَ، والنّاسُ لَكم فِيهَا تَبَعٌ، اليَهُودُ والنّصَارَى، ولَكم فيهَا خيرٌ، وفيهَا ساعةٌ لا يُوافقُها مُؤمنٌ يَدْعُو اللهَ بِخَيْرٍ، إلَّا اسْتُجيبَ لهُ، وهُوَ عِنْدَنا يَوْم المَزيدِ، قال النبيُّ :"يا جبريل ما يَوْمُ الْمَزيدِ؟ " قال: إنّ رَبَّكَ اتّخَذَ في الْفِرْدَوْس وَادِيًا أفْيَحَ، فيهِ كثُبُ مِسْكٍ، فإذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، أنْزَلَ اللهُ ما شاءَ منْ مَلائكَتِهِ، وَحَوْلَهُ


(١) وإسناده ضعيف.
(٢) وإسناده ضعيف.
(٣) في الأصول: مسلم بن سالم، وهو خطأ.
(٤) رواه الحسن بن عرفة في "جزئه" (٢٣) بإسناده، وقال الخطيب البغدادي (٩/ ١٤٠) وهو خطأ، والصواب عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>