للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما ذكره محمد بن إسحاق وغيره في أُمَّهاته وأُمَّهات آبائه وأُمَّهاتهم ما يطول ذِكره. وقد حرَّره ابنُ إسحاق (١) والحافظُ ابن عساكر (٢).

وقد ذكرنا في ترجمة عدنان نسبه وما قيل فيه، وأنه من ولد إسماعيل لا محالة؛ وإن اخْتُلف في كم بينهما أبًا؟ على أقوال قد بسطناها فيما تقدم (٣) والله أعلم.

وقد ذكرنا بقية النسب من عدنان إلى آدم، وأوردنا قصيدة أبي العباس الناشئ المتضمِّنة ذلك (٤)، كل ذلك في أخبار عرب الحجاز ولله الحمد.

وقد تكلَّم الإمام أبو جعفر بن جرير في أول تاريخه على ذلك كلامًا مبسوطًا جيدًا محرَّرًا نافعًا.

وقد ورد في حديث انتسابه إلى عدنان، وهو على المنبر، ولكن الله أعلم بصحته كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي (٥): أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر (٦) بن حفص المقرئ -ببغداد- حدّثنا أبو عيسى بكَّار بن أحمد بن بكَّار، حدثنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن سعيد -إملاءً- سنة ست وتسعين ومئتين، حدّثنا أبو جعفر محمد بن أبان القَلانسيّ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القُدَامي، حدثنا مالك بن أنس، عن الزُّهْري، عن أنس، وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن هشام. قالا: بلغ النبيَّ أنَّ رجالًا من كِنْدة يزعمون أنهم منه وأنه منهم، فقال: "إنما كان يقولُ ذلك العباسُ وأبو سفيانَ بنُ حَرْب فيأمنا بذلك (٧)، وإنَّا لن نَنْتَفيَ من آبائنا، نحن بنو النَّضْرِ بن كِنَانة".

قال: وخطب النبيُّ فقال: "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيِّ بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنَانة بن خُزَيْمةَ بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَرَ بنِ نِزَار؛ وما افترق الناسُ فِرْقتين إلا جعلني الله في خيرهما (٨) فأُخْرجتُ من بين أبويّ، فلم يُصِبْني شيءٌ من عُهْر الجاهلية، وخرجتُ من نكاح ولم أخْرُج من سِفَاح من لَدُن آدمَ حتى انتهيتُ إلى أبي وأمي؛ فأنا خيركم نفسًا، وخيركم أبًا".


(١) سيرة ابن هشام (١/ ١) وما بعدها.
(٢) في تاريخه الكبير (السيرة النبوية - القسم الأول ص ٣٦ وما بعدها).
(٣) الجزء الثاني (ص ١٩٥) من نسخة (ط).
(٤) الجزء الثاني (ص/ ٢٣٩ - ٢٧٦) من نسخة (ط).
(٥) في دلائل النبوة (١/ ١٧٤).
(٦) في ح: عمرو، وفي الدلائل: محمد، وكلاهما تصحيف، والصواب من تاريخ بغداد (١١/ ٣٢٩) والإكمال (٣/ ٢٨٩) وغاية النهاية (١/ ٥٢١).
(٧) عبارة البيهقي في الدلائل: " … وأبو سفيان بن حرب، إذا قدما المدينة ليأمنا بذلك".
(٨) في ح، ط: خيرهما، والمثبت من الدلائل.