للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعدما فُتِحت بَهُرسير - عياله إلى حُلوان، فخرج يَزْدَجِرد بعدُ حتى ينزل حُلوان، فلحق بعياله، وخلّف مِهران الرازيّ والنّخيرجان - وكان على بيت المال - بالنّهروان، وخرجوا معهم بما قدروا عليه من حُرّ متاعهم وخفيفه، وما قدروا عليه من بيت المال، وبالنساء والذّراريّ، وتركوا في الخزائن من الثياب والمتاع والآنية والفضول والألطاف والأدهان ما لا يُدرَى ما قيمته، وخلّفوا ما كانوا أعدّوا للحصار من البقر والغنم والأطعمة والأشربة، فكان أوّل مَن دخل المدائن كتيبة الأهوال، ثم الخَرْسَاء، فأخذوا في سككها لا يلقْون فيها أحدًا ولا يُحسُّونه إلَّا من كان في القصر الأبيض، فأحاطوا بهم ودعوْهم، فاستجابوا لسعد على الجِزاء والذمّة، وتراجع إليهم أهلّ المدائن على مثل عهدهم! ليس في ذلك ما كان لآل كسرى ومن خرج معهم، ونزل سعد القصر الأبيض، وسرّح زهرةَ في المقدّمات في آثار القوم إلى النَّهروان، فخرج حتى انتهى إلى النّهروان، وسرّح مقدار ذلك في طلبهم من كلّ ناحية (١). (٤: ١٣/ ١٤).

١٦٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الأعمش، عن حبيب بن صُهبان أبي مالك، قال: لما عَبَر المسلمون يوم المدائن دِجْلة، فنظروا إليها يعبُرون، جعلوا يقولون بالفارسيّة: "ديوان آمد". وقال بعضهم لبعض: والله ما تقاتلون الإنس وما تقاتلون إلَّا الجنّ. فانهزموا (٢). (٤: ١٤).

ذكر ما جُمع من فيء أهل المدائن

١٧٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، والمهلب، وعُقبة، وعمرو، وأبي عمر، وسعيد، قالوا: نزل سعد إيوان كسرى، وقدّم زُهرة، وأمره أن يبلغ النّهروان، فبعث في كلّ وجه مقدار ذلك لنفي المشركين وجمع الفُيوء، ثمّ تحوّل إلى القصر إلى ثالثة، ووكّل بالأقباض عمرو بن عمرو بن مقرّن، وأمره بجمْع ما في القصر والإيوان والدّور وإحصاء ما يأتيه به الطلب؛ وقد كان أهلُ المدائن تناهبوا عند الهزيمة غارةً، ثم طاروا في كلّ وجه،


(١) إسناده ضعيف وسنذكر شواهد وقعة المدائن بعد انتهائنا من سرد هذه الروايات.
(٢) إسناده ضعيف وسنذكر شواهد وقعة المدائن بعد سرد هذه الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>