للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة، وكانت ولايته من حين بويع إلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر وستة عشر يومًا، وكان يكنى أبا عبد الملك وزعم هشام بن محمد أن أمه كانت أم ولد كردية انتهى (١).


(١) وأخرج خليفة بإسناد مركب (يصلح أن يحتجّ به تأريخيًا) قال: حدثنا الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين أمُّه أمة كانت لمصعب بن الزبير وقتل ببوصير في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئة (خليفة / ٢٦٤).
وهذا يعني أن خليفة والطبري يتفقان على كون مقتله سنة ١٣٢ هـ في أواخر ذي الحجة وأما من المتأخرين فقد قال ابن كثير وكانت وفاة مروان يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة وقيل يوم الخميس لست مضين منها سنة اثنين وثلاثين ومئة وكانت خلافته خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام على المشهور (البداية والنهاية ٨/ ٤٢).

الجدل المثار حول شخصية مروان بن محمد الخليفة الأموي الأخير (ما له وما عليه)
لقد دأبنا أن نكتب مقالة موجزة في نهاية عهد كل خليفة نتحدث فيها عن سيرته وما أثير حول شخصيته وسلوكه، فنقول وبالله التوفيق: - إن من الظلم والحيف أن نجعل مروان بن محمد سببًا رئيسًا من أسباب انحسار حكم بني أمية في الشرق الإسلامي آنذاك ومن الحيف أيضًا أن نبرّئ ساحته تمامًا من أخطاءٍ ارتكبها فكانت نهاية المطاف- ماذا قالوا عن لقبه.
أما عن لقبه فقد ذكرت بعض كتب التأريخ أنه لقّب (بالحمار) وذكروا لذلك تفاسير ومبررات واهية فقالوا: لأنه جاء على رأس المئة الأولى من الخلافة الإسلامية والعرب تسمى رأس المئة حمارًا، وقالوا: كان جلدًا في الحروب صابرًا، والعرب يشبهون من هذا صفته بالحمار لجلده وتحمله وما إلى ذلك وقالوا وقالوا ....
ولو كان كذلك فأين بقية الخلفاء الذين جاؤوا من بعده (على رأس كل مئة هجرية ٢٠٠ ثم ٣٠٠ ثم ٤٠٠ ... إلخ) علمًا بأن أحدًا منهم لم يلقب بالحمار! ! ! وكان فيهم من هو أشجع وأصبر من مروان فَلِمَ لم يلقب بالحمار؟
والحق يقال فإن هذه التسمية من باب الذم لا المدح.
ومعلوم لدى المؤرخين أن تأريخ الخلفاء الأمويين قد دوّن مبوبًا ومصنفًا في عهد العباسيين =

<<  <  ج: ص:  >  >>