فخرج، ثمّ قال لبحِير: يا بحير، إنَّ الناس أعطوا بكيرًا ذمّتهم في صلحه، وأنت منهم، فلا تخفر ذمّتك؛ قال: يا يعقوب ما أعطيته ذمّةً، ثمّ أخذ بحير سيفَ بكير الموصول الذي كان أخذه من أسوار الترجمان تَرْجُمان ابن خازم، فقال له بكير: يا بحير، إنك تُفرّق أمرَ بني سعد إن قتلْتني، فدَع هذا القرشيّ يلي مني ما يريد؛ فقال بحير: لا والله يا بن الإصبهانية لاتصلح بنو سعد ما دُمنا حيَّيْن، قال: فشأنك يا بن المحلوقة، فقتَلَه، وذلك يوم جمعة.
وقتَل أمية ابني أخي بكير، ووهب جارية بكير العارمةَ لبَحير، وكلِّمَ أمية في الأحنف بن عبد الله العنبريّ، فدعا به من السجن، فقال: وأنتَ ممن أشار على بُكَير، وشَتَمه، وقال: قد وهبتُك لهؤلاء، قال: ثمّ وجّه أميّةُ رجلًا من خُزاعة إلى موسى بن عبد الله بن خازم، فقتَله عمرو بن خالد بن حُصين الكلابيّ غِيلةً، فتفرّق جيشهُ؛ فاستأمن طائفةٌ منهم موسى، فصاروا معه، ورجع بعضُهم إلى أمية (١). (٦/ ٣١١ - ٣١٧).
وفي هذه السنة عبر النهرَ، نهرَ بَلخْ أمية للغَزْو، فحُوصِر حتى جُهِد هو وأصحابه، ثمّ نجوْا بعدما أشرَفوا على الهلاك؛ فانصرف والذين معه من الجُنْد إلى مروَ، وقال عبد الرحمن بنُ خالدِ بن العاص بنِ هشام بن المغيرة يهجو أميّة: