للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاءَهُم جمعٌ من الشامِ بعده ... جُمُوعٌ كموج البحر من كلّب

فما بَرِحوا حتى أُبِيدَتْ سُراتُهُمْ ... فلم ينجُ منهم ثَمَّ غيرُ عصائِب

وغودِرَ أهلُ الصبر صرْعى فأَصبحوا ... تعاوِرُهم ريحُ الصّبَا والجنائبِ

فأَضحَى الخُزاعيُّ الرئيسُ مُجَدَّلًا ... كأَن لم يقاتل مَرَّةً ويُحارِبِ

ورأسُ بني شَمْخٍ وفارِسُ قومِهِ ... شنُوءَةَ والتَيميُّ هادِي الكتائِب

وعمرو بنُ بشِرٍ والوليدُ وخالدٌ ... وزيدُ بنُ بكر والحُلَيسُ بن غالبٍ

وضارِبُ من هَمَدانَ كلّ مُشَيعٍ ... إذا شدّ لم يَنْكلْ كريمُ المكاسبِ

ومن كل قومٍ قد أُصِيبَ زعيمُهمْ ... وذو حَسَبٍ في ذِروَةِ المجد ثاقِبِ

أَبَوْا غيرَ ضربٍ يَفلِقُ الهامَ وقعُهُ ... وطَعْنٍ بأَطرافِ الأَسِنَّةِ صائب

وإنَّ سعيدًا يومَ يدْمُرُ عامِرًا ... لأشجَعُ من لَيثٍ بدُرنَى مُواثبِ

فيا خيرَ جيش للعراقِ وأَهلِهِ ... سُقيتم رَوايا كلِّ أَسَحَم ساكِبِ

فلا يبْعَدنْ فُرساننا وحُماتنا ... إذا البِيض أبدتْ عن خِدَامِ الكواعِبِ

فإن يُقتَلوا فالقتلُ أكرَمُ مِيتة ... وكل فتىً يومًا لإحدى الشَّواعِبِ

وما قُتِلُوا حتى أثَاروا عِصابةً ... مُحِلِّين ثَورًا كاللُّيُوثِ الضَّوارِبِ

وقُتل سليمانُ بنُ صرَد ومن قُتل معه بعَين الوردة من التوابين في شهر ربيع الآخر (١). (٥/ ٦٠٧ - ٦٠٩).

[ذكر الخبر عن بيعة عبد الملك وعبد العزيز ابني مروان]

وفي هذه السنة أمر مروان بن الحكم أهل الشام بالبيعة من بعده لابنيْه عبد الملك وعبد العزيز، وجعَلَهما وليَّي العهد.

* ذكر الخبر عن سبب عقد مروان ذلك لهما:

قال هشام عن عوانة قال: لما هَزم عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق مصعبَ بن الزبير حين وجَّهه أخوه عبدُ الله إلى فلسطين وانصرف راجعًا إلى مروان، ومروانُ يومئذ بدِمشقَ، قد غلب على الشام كلِّها ومصر، وبلغ مروان أنّ عمرًا يقول: إنّ هذا الأمر لي من بعد مروان، ويدّعي أنه قد كان وعَده وعدًا، فدعا مروانُ حسّان بن مالك بن بحدل فأخبَرَه أنه يريد أن يبايع لعبد الملك


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>