للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلافة المأمون عبد الله بن هارون]

وفي هذه السنة وضعت الحرب - بين محمد وعبد الله ابني هارون الرّشيد - أوزارها، واستوسَق الناس بالمشرق والعراق والحجاز لعبد الله المأمون بالطاعة (١).

وفيها خرج الحسن الهِرْش في ذي الحجة منها يدعو إلى الرضيّ من آل محمد - بزعمه - في سفْلة الناس، وجماعة كثيرة من الأعراب، حتى أتى النّيل، فجبى الأموالَ، وأغار على التجّار، وانتهب القرى، واستاق المواشي.

وفيها ولّى المأمون كلّ ماكان طاهر بن الحسين افتتحه من كُور الجبال وفارس والأهواز والبَصْرة والكوفة والحجاز واليمن الحسنَ بن سهل أخا الفضل بن سهل؛ وذلك بعد مقتل محمد المخلوع ودخول الناس في طاعة المأمون.

وفيها كتب المأمون إلى طاهر بن الحسين، وهو مقيم ببغداد بتسليم جميع ما بيده من الأعمال في البلدان كلّها إلى خلفاء الحسن بن سهل، وأن يشخص عن ذلك كلّه إلى الرقّة، وجعل إليه حرب نصر بن شبت، وولّاه الموصل والجزيرة والشام والمغرب (٢).

وفيها قدم عليّ بن أبي سعيد العراق خليفةً للحسن بن سهل على خراجها، فدافع طاهر عليًّا بتسليم الخراج إليه؛ حتى وفَّى الجند أرزاقهم، فلما وفّاهم سلّم إليه العمل.


(١) هذا خبر صحيح وقد أيده خليفة بن خياط بقوله واستقامت لأمير المؤمنين عبد الله المأمون بن أمير المؤمنين (تأريخ خليفة/ ٣١٠).
(٢) قال الجهشياري: وكتب - أي المأمون - إلى طاهر وهرثمة بتسليم ما في أيديهما من العمل إلى علي بن أبي سعيد ابن خالة الفضل بن سهل (الوزراء والكتاب/ ٣٠٥) وانظر البداية والنهاية (٨/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>