للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبعيث وجعفر في عِداد الشاكريّة مع عبيد الله بن خاقان، وأجْريتْ عليهم الأنزال.

* * *

[أمر المتوكل مع النصارى] (١)

وفي هذه السنة أمر المتوكل بأخذ النصارى وأهل الذّمة كلهم بلبس الطيالسة العسليّة والزّنانير وركوب السروج يركب الخشَب وبتصيير كُرَتيْن على مؤخّر السروج، وبتصيير زِرّين على قَلانس مَنْ لبس منهم قلنسوة مخالفة لون القلنسوة التي يلبسها المسلمون، وبتصيير رقعتين على ما ظهر من لباس مماليكهم مخالفٌ لونهما لون الثوب الظاهر الذي عليه؛ وأن تكون إحدى الرُّقعتين بين يديه عند صدره، والأخرى منهما خلْف ظهره؛ وتكون كلُّ واحدة من الرُّقعتين قَدْر أربع أصابع، ولونهما عسليًّا، ومن لبس منهم عمامة فكذلك يكون لونها لون العسليّ، ومن خرج من نسائهم فبرزتْ فلا تبرز إلَّا في إزار عسليّ، وأمر بأخذ مماليكهم بلبس الزَّنانير وبمنعهم لبسَ المناطق، وأمر بهدم بيَعهم المحدثة، وبأخذ العشر من منازلهم، وإن كان الموضع واسعًا صُيِّر مسجدًا، وإن كان لا يصلح أن يكون مسجدًا صُيِّر فضاء، وأمر أن يجعل على أبواب دورهم صورَ شياطين من خشب مسمورة؛ تفريقًا بين منازلهم وبين منازل المسلمين، ونهى أن يستعان بهم في الدواوين وأعمال السلطان التي يجري أحكامهم فيها على المسلمين، ونهى أن يتعلّم أولادُهم في كتاتيب المسلمين، ولا يعلِّمهم مسلم، ونهى أن يُظهروا في شعانينهم صليبًا، وأن يشمعلوا في الطريق، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض، لئلا تشبه قبور المسلمين.

وكتب إلى عماله في الآفاق: (٢)

بسم الله الرحمن الرحيم؛ أما بعد؛ فإنّ الله تبارك وتعالى بعزّته التي لا تحاوَل


(١) انظر المنتظم (١١/ ٢٢٢).
(٢) لم نجد ذكرًا لهذه الرسالة عند أيّ من المؤرخين المتقدمين الثقات سوى الطبري والله أعلم ٩/ ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>