ثم يذكر الحافظ في الفتح سببين لإجلاء عمر - رضي الله عنه - يهود خيبر عن الجزيرة. والأول هو قوله عليه الصلاة والسلام: لا يجتمع بجزيرة العرب دينان. والآخر قول عثمان بن محمد الأخنسي: لما كثر العيال في أيدي المسلمين وقووا على العمل في الأرض أجلاهم عمر ونسبه إلى عمر بن شبة في أخبار المدينة المنورة. قلنا: وفي رواية لمسلم صحيحة (٣/ ١١٨٧) حتى أجلاهم إلى تيماء وأريحاء. ورواية مسلم هذه عند البخاري بلفظ مختلف وفي آخرها: فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نقركم بها على ذلك (ما شئنا) فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء (فتح الباري ٥/ ٢٦). وقد أخرج البيهقي في سننه الكبرى (٦/ ١٣٥) عن عمر بن عبد العزيز مرسلًا: لما استخلف عمر أجلى أهل نجران وأهل فدك وتيماء وأهل خيبر واشتركما عقارهم وأموالهم ... إلخ. وكذلك أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٤/ ٥٥٠) مرسلًا عن يحيى بن سعيد أن عمر أجلى أهل نجران واليهود والنصارى واشترى بياض أرضهم وكرومهم. وذكر الحافظ في الفتح (٥/ ١٦) هاتين الروايتين المرسلتين وقال عقبهما: فيتقوى أحدهما بالآخر. (١) قلنا: وكذلك اختار الذهبي ذلك فذكره فيمن توفوا سنة (٢٠ هـ) (عهد الخلفاء / ٢٠٦) وانظر الوفيات لابن قنفذ (٤٨/ ٢٠) (الإصابة ١/ ٤٩ / ت ١٨٥) (تأريخ خليفة / ٧٧). وذكر الذهبي كذلك زينب بنت جحش فيمن توفوا في هذه السنة (تأريخ الإسلام- عهد الخلفاء الراشدين / ٢١١). وانظر تأريخ خليفة (١٤٩) والوفيات لابن قنفذ (٣٣/ ٢٠) (الإصابة ٤/ ٣١٤).