وبعد: فلابد من وقفة أخرى قبل مواصلتنا لمنهج التخريج والتعليق على أخبار الإمام الطبري رحمه الله تعالى والملفت للنظر هنا ليس ندرة إيراد الأسانيد واختفائها تدريجيًّا.
وإنما توقف المصادر الموثوقة المتقدمة الأخرى التي استشهدنا بها للمقارنة والتصويب فتأريخ خليفة بن خياط توقف عند سنة (٢٣٢ هـ) وإن كان في سنته الأخيرة يقتصر على ذكر الحج وبعض الوفيات، ثم تأريخ البسوي الذي توقف عند سنة (٢٤٢ هـ) وهذان مصدران تأريخيان على النظام الحولي لمؤرخين متقدمين من المؤرخين الثقات عند أئمة الجرح والتعديل.
أما المصادر الأخرى والتي تأتي بالدرجة الثانية من حيث اعتمادنا على مروياتها لا لجرح في مؤلفيها (حاشا) بل هم ثقات إلّا أنهم استخدموا النظام الحولي قليلًا ولم يتخذوه منهجًا - ونادرًا ما يستخدمون الإسناد - أقول وحتى هذه المصادر توقفت جلّها قبل هذا التأريخ سوى مصدر واحد ينتهي عند أحداث السنة (٢٥٦ هـ) وأعني المعارف لابن قتيبة الدينوري - أما الأخبار الطوال فينتهي مع نهاية عهد المعتصم الخليفة، وأما كتاب الوزراء والكتاب فالذي وصل إلينا منه مطبوعًا ينتهي في عهد المأمون.
وهنا اشتدت حاجتنا إلى مصادر أخرى من المصادر الموثوقة التي تستخدم الإسناد غالبًا إلّا أنها جاءت متأخرة عن عهد المؤرخين الكبار بعقد ونصف أو عقدين فصاعدًا ونعني: