للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحجّ بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق الهاشميّ، وابن أبي الساج على الأحداث والطريق (١).

* * *

[ثم دخلت سنة تسع وستين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك ما كان من إدخال العَلَويّ المعروف بالحَرُون عسكر أبي أحمد في المحرّم على جمل، وعليه قبَاء ديباج وقلنسوة طويلة، ثم حُمل في شذاة، ومُضِيَ به حتى وُقِف به حيث يراه صاحب الزنج، ويسمع كلام الرسل.

وفي المحرّم منها قطع الأعراب على قافلة من الحاجّ بين تُوز وسَمِيراء، فسلبوهم واستاقوا نحوًا من خمسة آلاف بعير بأحْمالها وأناسًا كثيرين (٢).

وفي المحرّم منها في ليلة أربع عشرة انخسف القمر وغاب منخسفًا، وانكسفت الشمس يوم الجمعة لليلتين بقِيتَا من المحرّم وقت المغيب، وغابت منكسفة، فاجتمع في المحرّم كسوف الشمس والقمر (٣).

وفي صفر منها كان ببغداد وثوب العامّة بإبراهيم الخليجيّ، فانتهبُوا دَاره؛ وكان السبب في ذلك: أنّ غلامًا له رمى امرأة بسهم فقتلها، فاستعدي السلطان عليه، فبعث إليه في إخراج الغلام، فامتنع ورمى غلمانه الناس، فقتلوا جماعة وجرحوا جماعة، فمنعهم من أعوان السلطان رجلان، فهرب وأخِذ غلمانه، ونُهِب منزلُه ودوابّه، فجمع محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر - وكان على الجسر من قبَل أبِيه - دوابَّ إبراهيم، وما قدر عليه مما نُهب له، وأمر عبيدُ الله بتسليم ذلك إليه، وأشهد عليه بردّه عليه.

وفيها وجه ابن أبي الساج بعدما صار إلى الطائف منصرفًا من مكة إلى جُدَّة


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٢٢٠).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٢٢٢).
(٣) المصدر السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>