سنة ثلاث وتسعين وغَزَا فيها، واستخلف عليها حين شَخَص عنها أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم الأنصاريّ، وقَدِم عثمان بنُ حيّان المدينة لليَلتين بقيَتا من شوّال. (٦/ ٤٨٢).
[ثم دخلت سنة أربع وتسعين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]
[غزو الشاش وفرغانة]
وفيها غزا قُتيبةُ شاش وفَرْغانة حتى بلغ خْجَنْدَة، وكاشانَ؛ مدينَتي فَرْغانة.
* ذكر الخبر عن غزوة قُتَيبة هذه:
ذكَر عليُّ بن محمد؛ أن أبا الفوارس التميميّ، أخبَره عن ماهانَ ويونس ابن أبي إسحاق، أنّ قتيبة غزا سنة أربع وتسعين، فلما قطع النّهر فرض على أهل بُخارَى وكسّ ونسَف وخُوارزم عشرين ألفَ مُقاتِل، قال: فساروا معه إلى السُّغْد، فوجّهوا إلى الشاش، وتوجّه هو إلى فَرْغانة، وسار حتى أتى خُجَنْدَة، فجمع له أهلها فلقوه فاقتتلوا مرارًا، كلّ ذلك يكون الظفر للمسلمين، ففرغ الناسُ يومًا فرَكِبوا خيولَهم، فأوفَى رجلٌ على نَشَزٍ فقال: تا لله ما رأيت كاليوم غرّةً، لو كان هَيْجٌ اليومَ ونحنُ على ما أرى من الانتشار لكانت الفَضيحة، فقال له رجل إلى جَنْبه: كلا، نحن كما قال عَوْف بن الخَرِع:
نؤمّ البلادَ لحُب اللِّقَا ... ولا نَتَّقي طائرًا حيثُ طارَا
سنيحًا ولا جارِيًا بارِحًا ... على كلّ حالٍ نُلاقِي اليسارا
وقال سحْبان وائل يذكر قتالَهم بخُجَنْدَة:
فَسَلِ الفَوارِسَ في خُجَنـ ... ـدةَ تحتَ مُرهَفَةِ العَوَالي
هل كُنتُ أجمَعُهُم إذا ... هزِموا وأُقدِمُ في قِتالي
أم كنْتُ أَضْرِبُ هامَةَ الـ ... ـعاتي وأَصبِرُ للعَوالي
هذا وأنتَ قرِيعُ قَيـ ... ـسٍ كُلِّهَا ضَخْمُ النَّوَالِ
وفَضَلتَ قيسًا في النَّدَى ... وأبوك في الحِجَج الخَوالي
ولقَد تَبَيَّنَ عدلُ حُكـ ... ـمكَ فيهمُ في كلِّ مال
تمَّتْ مروءتُكُمْ ونَا ... غى عِزُّكُم غُلبَ الجِبَالِ