للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدُّؤَليّ، وعلى مصر محمد بن أبي بكر، وعلى خُراسانَ خليد بن قرّة اليربوعيّ.

٢٧٦ - وقيل: إن عليًّا لما شخص إلى صِفِّين استَخلَف على الكوفة أبا مسعود الأنصاريّ؛ حدّثني أحمد بن إبراهيم الدّوْرقيّ، قال: حدَّثنا عبدُ الله بن إدريس، قال: سمعتُ ليثًا ذكر عن عبد العزيز بن رُفَيع: أنه لما خرج عليّ إلى صِفيّن استخلف على الكوفة أبا مسعود الأنصاريّ عقبة بن عمرو. وأمّا الشام فكان بها معاوية بن أبي سُفْيان (١). (٥: ٩٢/ ٩٣).


(١) إسناده مرسل صحيح.

الأخبار الصحاح في وقعة صفين والتحكيم ومسك الختام في ذلك
اعتمد الطبري في نقل هذه الوقائع على مرويات أبي مخنف وهي لا تصح ولا يحتج بها فقد قال فيه الدارقطني: بل الواقدي خير من ملء الأرض مثل هؤلاء (الرد على البكري / ١٨).
وقال الجوزجاني: يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات (لسان الميزان ٤/ ٣٦٦) وقال الذهبي: إخباري تالف لا يوثق به (الميزان ٣/ ٢٩٩٢).
وقال علي بن محمد الكناني (لوط بن يحيى: كذاب تالف) (تنزيه الشريعة ٩٨) وعلى الطبري اعتمد من جاء بعده (في وصف أحداث صفين) وهي روايات كاذبة تالفة مليئة بالأكاذيب والطعن في الصحابة. وأما كيل التهم والشتائم المتبادلة وتكفير الطرف المقابل فحدث ولا حرج، وأما ما صحّ عن وقعة صفين فقد جمعنا ما وجدناه في كتب الحديث والتأريخ وهي كما يلي:
١ - كان سبب الخلاف الذي أدى إلى معركة صفين هي إصرار معاوية رضي الله عنه ومن معه على ضرورة التعجل في القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه، وذلك ما كان يراه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مثيرًا لفتنةٍ أخرى في ذلك الوقت الذي لم تستتب الأمور فيه بعد، ولم يكن السبب في هذه المعركة هو منافسة معاوية رضي الله عنه لسيدنا علي على الخلافة بل كان يقرّ، ويعترف علنًا بأن علي أولى منه بهذا الأمر، كما أخرج شيخ البخاري يحيى بن سليمان الجعفي في كتاب (صفين) عن أبي مسلم الخولاني أنه (قال لمعاوية: أنت تنازع عليًّا في الخلافة أو أنت مثله؟ قال: لا. وإني لأعلم أنه أفضل مني، وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلومًا وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمه؟ فائتوا عليًّا فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان، وأسلم له. فأتوا عليًّا فكلموه فلم يدفعهم إليه) (سير أعلام النبلاء ٣/ ١٤٠) وجوّد الحافظ إسناده في الفتح (١٣/ ٨٦).
٢ - وأخرج ابن عساكر (تأريخ دمشق ١٦/ ٣٦٠ أ) والطبري (٦/ ١٦١) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي: أنه قال: كان علي بالعراق يدعى أمير المؤمنين، وكان معاوية بالشام يدعى الأمير، فلما مات علي دعي معاوية بالشام أمير المؤمنين. وإسناده حسن، وهذه =

<<  <  ج: ص:  >  >>