للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود، وعلى قضاء البصرة عبد الملك بن يعلى (١)

* * *

استعمال ابن هبيرة سعيدًا الحَرشيّ على خراسان

وفيها استعمل عمر بن هبيرة سعيد بن عمرو الحَرشيّ على خراسان.

ذكر الخبر عن سبب استعماله الحَرَشيّ على خراسان:

ذكر عليّ بن محمد عن أصحابه أنّ ابن هبيرة لما ولي العراق، كتب إلى يزيد بن عبد الملك بأسماء من أبلَى يوم العَقْر، ولم يذكر الحَرشيّ، فقال يزيد بن عبد الملك: لِمَ لم يذكر الحرشيّ؟ فكتب إلى ابن هبيرة: وَلِّ الحرشيّ خراسان. فولّاه، فقدم الحرشيّ على مقدمته المجشّر بن مزاحم السلميّ سنة ثلاث ومئة، ثم قدم الحَرَشيّ خراسان، والناس بإزاء العدوّ، وقد كانوا نُكبوا، فخطبهم وحثَّهم على الجهاد، فقال: إنكم لا تقاتلون عدوّ الإسلام بكثرةٍ ولا بعُدّة، ولكن بنصر الله وعزّ الإسلام، فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله وقال:

فلَسْتُ لعامر إنْ لم تَروني ... أمامَ الخَيلِ أطعَنُ بالعوالي

فأَضرِبُ هامَةَ الجَبَّارِ منهُمْ ... بعَضْب الحدِّ حودِثَ بالصَّقالِ

فما أنا في الحُرُوبِ بُمُستكينٍ ... ولا أخشى مُصاوَلَةَ الرِّجالِ

أبَى لي والدِي من كلِّ ذَمٍّ ... وخالِي في الْحوادِثِ خَيرُ خال

إذَا خَطَرتْ أَمامي حيُّ كَعْب ... وزَافَتْ كالجِبالِ بنُو هِلال (٢)


(١) انظر قوائم الولاة في نهاية أحداث سنة ١٠٥ هـ.
(٢) وقال خليفة ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٠٣) هـ فيها جمع يزيد بن عبد الملك لعمر بن هبيرة الفزاري فعزل عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص.
وولّي سعيد بن عمرو الحرشي فكفرت الصفر وساروا بأهاليهم وأموالهم وسار إليهم سعيد بن عمرو الحرشي فسألوه الصلح على أن يرجعوا إلى بلادهم ويؤدوا الجزية فخرج بعضهم وبقي بعضهم ثم خرجوا على الناس يضربونهم يمينًا وشمالًا فقتلهم سعيد عن آخرهم" تأريخ خليفة / ٢١٠].
[وانظر البداية والنهاية ٧/ ١٨٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>