وحجَّ بالناس في هذه السنة إبراهيم بن هشام بن إسماعيل، والنضريّ على المدينة.
قال الواقديّ: حدّثني إبراهيم بن محمد بن شُرحبيل عن أبيه، قال: كان إبراهيم بن هشام بن إسماعيل حجّ، فأرسل إلى عطاء بن [أبي] رباح متى أخطب بمكة؟ قال: بعد الظهر، قبل التروية بيوم، فخطب قبل الظهر، وقال: أمرني رسولي بهذا عن عطاء، فقال عطاء: ما أمرتُه إلَّا بعد الظهر، قال: فاستحيا إبراهيم بن هشام يومئذ، وعدُّوه منه جهلًا. [٧/ ٢٥ - ٢٦].
ذكر محمد بن سلام الجُمحيّ، عن عبد القاهر بن السريّ، عن عمر بن يزيد بن عمير الأسيّديّ (١) قال: دخلت على هشام بن عبد الملك، وعنده خالد بن عبد الله القسرِيّ، وهو يذكر طاعة أهل اليمن، قال: فصفّقت تصفيقةً بيدي دقّ الهواء مضها، فقلت: تالله ما رأيتُ هكذا خطأ ولا مثله خَطَلًا! والله ما فتحَتْ فتنة في الإسلام إلَّا بأهل اليمن، هم قتلوا أميرَ المؤمنين عثمان، وهم خلعوا أمير المؤمنين عبد الملك، وإنّ سيوفنا لتقطر من دماء آل المهلب. قال: فلما قمت تبعني رجلٌ من آل مروان كان حاضرًا، فقال: يا أخا بني تميم، ورتْ بك زِنادي، قد سمعت مقالتك، وأمير المؤمنين مولٍّ خالدًا العراق، وليست لك بدار. [٧/ ٢٦].
ثم دخلت سنة ست ومئة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأَحداث
حدّثني الحارث، قال: حدَّثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدَّثنِي عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، قال: مات سالم بن عبد الله سنة خمس ومئة في عقب ذي الحجة، فصلى كليه هشام بن عبد الملك بالبَقيع، فرأيت القاسم بن محمد بن أبي بكر جالسًا عند القبر وقد أقبل هشام ما عليه إلا
(١) في ابن الأثير: "الأسيدي، بضم الهمزة وتشديد الياء؛ هكذا يقول المحدثون، وأما النحاة فإنهم يخففون الياء؛ وهي عند الجميع نسبة إلى أسيد بن عمرو بن تميم بضم الهمزة وتشديد الياء".