للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أول شهر ربيع الآخر كان بين وصيف خادم ابن أبي الساج والبرابرة أصحاب أبي الصقرْ شرّ؛ فاقتتلوا، فقتِل من غلمان الخادم أربعة غلمان ومن البرابرة سبعة؛ فكانت الحرب بينهم بباب الشأم إلى شارع باب الكوفة، فركب إليهم أبو الصقر، فكلمهم فتفرّقوا، ثم عادوا للشرّ بعد يومين، فركب إليهم أبو الصقر فسكّنهم.

وفيها وليَ يوسف بن يعقوب المظالم، فأمر أن ينادَى: مَنْ كانت له مظلمة قِبَل الأمير الناصر لدين الله أو أحد من الناس فليحضر، وتقدم إلى صاحب الشُّرطة ألّا يطلق أحدًا من المحبّسين إلّا مَنْ رأى إطلاقَه يوسف، بعد أن يعرض عليه قصصُهم (١).

وفي أول يوم من شعبان قدِم قائد من قوّاد بن طولون في جيش عظيم من الفرسان والرجّالة بغداد (٢).

وحجّ بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي (٣).

* * *

[ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك الحرب التي كانت بين أصحاب وصيف الخادم والبربر وأصحاب موسى ابن أخت مُفْلح أربعة أيامٍ تباعًا، ثم اصطلحوا؛ وقد قُتل بينهم بضعة عشر رجلًا، وذلك في أول المحرّم، ثم وقع في الجانب الشرقيّ حرب بين النصريّين وأصحاب يونس، قُتل فيها رجل، ثم افترقوا.

وفيها انحدر وصيفٌ خادم ابن أبي الساج إلى واسط بأمر أبي الصقر لتكون عدّة له - فيما ذكر - وذلك أنه اصطنعه وأصحابه، وأجازه بجوائز كبيرة، وأدرَّ على أصحابه أرزاقهم، وكان قد بلغه قدوم أبي أحمد، فخافه على نفسه لما كان


(١) انظر المنتظم فقد ذكر الخبر.
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٥٢).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>