للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب عليّ بن أبان إلى الخبيث بأمر الوقعة، وحمل إليه رؤوسًا وأعلامًا كثيرة، ووجّه الحسن بن الشار والحسن بن جعفر وأحمد بن روح، فأمر بالأسرى إلى السجن، ودخل عليّ بن أبان الأهواز، فأقام يعيث بها إلى أن ندب السلطان موسى بن بُغا لحرب الخبيث.

* * *

[شخوص موسى بن بغا لحرب صاحب الزنج] (١)

وفيها شخص موسى بن بُغا عن سامرّا لحربه، وذلك لثلاث عشر بقيت من ذي القعدة، وشيّعه المعتمد إلى خلف الحائطيْن، وخلع عليه هناك.

وفيها وافى عبد الرحمن بن مفلح الأهواز وإسحاق بن كُنْدَاج البصرة وإبراهيم بن سيما باذاورد لحرب قائد الزنج من قبل موسى بن بغا.

* ذكر الخبر عما كان من أمر هؤلاء في النواحي التي ضمت إليهم مع أصحاب قائد الزّنج في هذه السنة:

ذكر أن ابن مُفلِح لما وافى الأهواز، أقام بقنطرة أربُك عشرة أيام، ثم مضى إلى المهلبيّ، فواقعه، فهزمه المهلبيّ، وانصرف، واستعدّ ثم عاد لمحاربته، فأوقع به وقعة غليظة، وقتل من الزّنْج قتلًا ذريعًا، وأسر أسرى كثيرة، وانهزم عليّ بن أبان، وأفلت ومن معه من الزّنج، حتى وافوا بيَانًا، فأراد الخبيث ردّهم، فلم يرجعوا للذّعر الذي خالط قلوبَهم، فلمّا رأى ذلك أذِن لهم في دخول عسكره، فدخلوا جميعًا، فأقاموا بمدينته، ووافى عبد الرحمن حصن المهديّ ليعسكر به، فوجّه إليه الخبيث عليّ بن أبان، فواقعه فلم يقدر عليه، ومضى عليّ يريد الموضع المعروف بالدّكر، وإبراهيم بن سيما يومئذ بالباذاوَرْد، فواقعه إبراهيم، فهُزم عليّ بن أبان، وعاوده فهزمه أيضًا إبراهيم، فمضى في الليل، وأخذ معه أدلّاء؛ فسلكوا به الآجام والأدغال؛ حتى وافى نهر يحيى، وانتهى خبره إلى عبد الرحمن، فوجّه إليه طاشتِمُر في جمع من الموالي، فلم يصل إلى عليّ ومَنْ معه لوعورة الموضع الذي كانوا فيه،


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>