للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوف الليل خرج مروان حتى أتى دار عثمان، فأتاه زيد بن ثابت، وطلحة بن عبيد الله، وعليّ، والحسن، وكعب بن مالك، وعامّة من ثمَّ من أصحابه، فتوافَى إلى موضع الجنائز صبيان، ونساء؛ فأخرجوا عثمان فصلّى عليه مروان، ثمّ خرجوا به حتى انتهوْا إلى البقيع، فدفنوه فيه مما يلي حَشّ كوكب؛ حتى إذا أصبحوا أتوا أعبُد عثمان الذين قتلوا معه فأخرجوهم فرأوهم فمنعوهم من أن يدفنوا، فأدخلوهم حَشّ كَوكب؛ فلما أمسوْا؛ خرجوا بعبدين منهم فدفنوهما إلى جنب عثمان، ومع كلّ واحد منهما خمسة نفر، وامرأة؛ فاطمة أم إبراهيم بن عديّ. ثم رجعوا فأتوا كنانة بن بشر، فقالوا: إنك أمسّ القوم بنا رَحمًا، فاؤْمُرْ بهاتين الجَيفتين اللّتين في الدار أن تُخرَجا، فكلّمهم في ذلك، فأبوْا، فقال: أنا جار لآل عثمان من أهل مصر، ومَن لفّ لفّهم، فأخرِجوهما فارموا بهما؛ فجُرّا بأرجلهما فرمى بهما على البلاط، فأكلتْهما الكلاب؛ وكان العبدان اللذان قتلا يوم الدار يقال لهما: نُجيح، وصُبيح؛ فكان اسماهما الغالب على الرقيق لفضلهما وبلائهما؛ ولم يحفظ الناس اسم الثالث، ولم يغسَل عثمان، وكُفّن في ثيابه، ودمائه، ولا غُسِل غلاماه (١). (٤: ٤١٤/ ٤١٥).

٨٧٤ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن مجالد، عن الشعبيّ قال: دفن عثمان رضي الله عنه من اللّيل، وصلّى عليه مَرْوان بن الحكم، وخرجت ابنتُه تبكي في أثره، ونائلة بنة الفَرافصة، رحمهم الله (٢). (٤: ٤١٥).

[ذكر الخبر عن الوقت الذي قتل فيه عثمان رضي الله عنه]

اختُلف في ذلك بعد إجماع جميعهم على أنه قتل في ذي الحجّة، فقال بعضهم: قتل لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة، فقال الجمهور منهم: قتل لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجّهَ سنة خمس وثلاثين.


(١) إسناده ضعيف، وفيه مخالفة لما ثبت بالرواية الصحيحة التي ذكرنا من أن مروان بن الحكم والحسن بن علي أخرجا مجروحين من الدار محمولين فكيف صليا عليه.
وأما عن دفنه في ثيابه دون غسله فقد ضعفه ابن كثير قائلًا: حملوه على باب بعد ما غسلوه وكفنوه، وزعم بعضهم أنه لم يغسل ولم يكفن، والصحيح الأول (البداية والنهاية ٧/ ١٩١).
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>