للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر خبر حمص حين قصد من فيها من المسلمين صاحبُ الروم

١٨٧ / أ - وفي هذه السنة قصدت الرّوم أبا عبيدة بن الجرَّاح ومَن معه من جند المسلمين بحمْص لحربهم؛ فكان من أمرهم وأمر المسلمين ما ذكر أبو عبيدة، وهو فيما كتب به إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وعمرو، وسعيد - قالوا: أوّلُ ما أذِن عمر للجند بالانسياج: أن الرّوم خرجوا، وقد تكاتبوا هم وأهلُ الجزيرة يريدون أبا عبيدة والمسلمين بحمْص، فضَمّ أبو عبيدة إليه مسالحه، وعسكروا بفناء مدينة حِمْص، وأقبل خالد من قِنَّسرين حتى انضمّ إليهم فيمن انضمّ من أمراء المسالح، فاستشارهم أبو عبيدة في المناجزة أو التحصّن إلى مجيء الغِياث، فكان خالد يأمره أن يناجزَهم، وكان سائرهم يأمرونه بأن يتحصّن، ويكتب إلى عمر، فأطاعهم وعصَى خالدًا، وكتب إلى عمر [يخبره] بخروجهم عليه، وشغلِهم أجنادَ أهل الشأم عنه، وقد كان عمر اتّخذ في كلّ مِصْر على قدره خيولًا مِن فضول أموال المسلمين عُدّة لكون إن كان، فكان بالكوفة من ذلك أربعة آلاف فرس. فلمّا وقع الخبر لعمر كتب إلى سعد بن مالك: أن اندب الناس مع القعقاع بن عمرو وسرّحهم من يومهم الذي يأتيك فيه كتابي إلى حِمْص، فإنّ أبا عبيدة قد أحِيط به، وتقدّمْ إليهم في الجدّ والحثّ.

وكتب أيضًا إليه أن سرّح سُهيل بن عديّ إلى الجزيرة في الجند وليأتِ الرَّقة فإنّ أهل الجزيرة هم الذين استثاروا الرّوم على أهلِ حمص؛ وإن أهل قرقيساء لهم سَلَف، وسرّحْ عبد الله بن عبد الله بن عِتْبان إلى نصِيبين، فإن أهل قَرْقِيسياء لهم


= أما الذهبي فقد ذكر بناء الكوفة ونزول الناس فيها ضمن أحداث سنة (١٨ هـ) اعتمادًا على إحدى روايتي خياط في تاريخه (تأريخ الإسلام للذهبي، عهد الخلفاء الراشدين / ١٧٠).
خلاصة القول: أن المؤرخين اختلفوا في تحديد سنة بناء الكوفة بين سنة (١٧ هـ) و (١٨ هـ) وهذا اختلاف يسير ولعلهم بدؤوا بناءها سنة (١٧ هـ) وانتهوا منها وسكنوها في بداية سنة (١٨ هـ) والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>