للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥٧ - حدّثني أحمد بن منصور، قال: حدّثني يَحْيى بن مَعِين، وقال: حدَّثنا هِشام بن يوسف قاضي صَنْعاء، عن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزُّبَيْر، عن موسى بن عُقْبة، عن علقمة بن وقّاص الليثيّ قال: لما خرج طَلْحةُ، والزّبير، وعائِشة رضي الله عنهم؛ عرضوا الناس بذَاتِ


= والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمار بن ياسر، وأسامة بن زيد، وسهيل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، ومحمد بن مسلمة، وزيد بن ثابت، وخزيمة بن ثابت، وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله وغيرهم. (الطبقات ٣/ ٣١).
وقال الإمام سليمان بن طرخان (المتوفى ١٤٣ هـ): بايع عليًّا أهل الحرمين وإنما البيعة (لأهل الحرمين) أنساب الأشراف (٢/ ٢٠٨) يعني بذلك أنهم أهل الحل والعقد آنذاك، والله تعالى أعلم.
وقبلهم جميعًا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: والله ما كانت بيعة علي إلا كبيعة أبي بكر وعمر رضي الله عنهم. (منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين / ٧٧).

موقف عمرو بن العاص ومعاوية من بيعة علي رضي الله عنهم جميعًا
أما عمرو بن العاص رضي الله عنه فقد ثبت عنه في صحيح مسلم (١/ ١١٢) أنه ندم ندمًا شديدًا وعاتب نفسه عتابًا شديدًا عند موته لأنه رفض بيعة علي رضي الله عنه وحارب ضده، وهذا يعني: أنه رضي الله عنه اعترف بأن رفضه لبيعة علي كان خطأ تاب منه، فماذا يقول المرجفون ولم يبق اسم في سماء أعيان الصحابة إلا معاوية رضي الله عنه؟ ! ونحن نقول بكل ثقة: لم نجد رواية صحيحة تؤكد أن معاوية كان ينازع عليًّا على الخلافة، وإنما كان يريد أن يأخذ بحق ابن عمه المظلوم أولًا ثم يبايع وقد وردت رواية صحيحة تؤكد إقرار سيدنا معاوية لسيدنا علي بالأحقية بالإمامة العظمى (الخلافة).
وأما أهل الشام فلم يثبت أنهم بايعوا معاوية قبل موت علي بل كانوا يسمون معاوية أميرًا وعليًّا أميرًا للمؤمنين حتى استشهد علي رضي الله عنه، فمنذ ذلك الوقت أصبحوا يسمون معاوية أميرًا للمؤمنين.
لقد ذكرنا الرواية (٤/ ٤٥١ - ٤٥٢/ ٩٣٤) في قسم الضعيف، ففي إسناده التالف الهالك أبو مخنف، ولم نجد ما يشهد لما ورد في الرواية غير مسألة إرسال أم سلمة لابنها مع علي رضي الله عنه فقد أخرج ذلك الحاكم في المستدرك (٣/ ١١٩) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>