للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظًا يحمل به ما حمله، وولاية يقضي بها حقه منه ويوجب بها له أكمل ثوابه، وأفضل مزيده، إنه كريم رحيم.

وكتب إبراهيم بن العباس في شوال سنة خمس وثلاثين ومائتين (١).

فقال عليّ بن الجهم:

العَسلِيَّاتُ التي فرَّقَت ... بين ذوي الرِّشْدَةِ والغَيْ

وما على العاقل إِنْ تَكْثرُوا ... فإنه أَكثرُ للفَيْ

* * *

[ظهور محمود بن الفرج النيسابوريّ] (٢)

وفي هذه السنة ظهر بسامراء رجلٌ يقال له محمود بن الفرج النيسابوريّ فزعم أنه ذو القرنين، ومعه سبعة وعشرون رجلًا عند خشبة بابَك، وخرج من أصحابه بباب العامة رجُلان، وببغداد في مسجد مدينتها آخران، وزعما أنه نبيّ، وأنه ذو القرنين، فأتِيَ به وبأصحابه المتوكّل، فأَمر بضربه بالسياط؛ فضرب ضربًا شديدًا، فمات من بعد من ضَرْبِه ذلك، وحُبِس أصحابه، وكانوا قدموا من نيسابور، ومعهم شيء يقرؤونه، وكان معهم عيالاتهم، وفيهم شيخ يشهد له بالنبوّة، ويزعم أنه يوحى إليه، وأنّ جبريل يأتيه بالوحي، فضُرب محمود مائة سوط، فلم ينكر نبوّته حين ضُرب، وضُرب الشيخ الذي كان يشهد له أربعين سوطًا، فأنكر نبوَّته حتى ضرب. وحُمل محمود إلى باب العامّة، فأكذب نفسه، وقال: الشيخ قد اختدعني، وأمر أصحاب محمود أن يصفعوه فصفعوه؛ كلّ واحد منهم عشر صفعات، وأخذ له مصحف فيه كلام قد جمعه ذكر أنه قرآنه،


(١) خبر هذه الرسالة غير صحيح وهو عند الطبري بلا إسناد ومع التساهل في رواية التأريخ فإننا لم نجد ما يؤيده من مصدر موثوق. ومن أدلة زيف هذا الخبر ماجاء في أوله [وكتب إلى عماله في الآفاق] فكيف برسالة تصدر من الخليفة العباسي وتنتشرُ في جميع الآفاق ثم لا تكتب في جميع المصادر التأريخية الموثوقة آنذاك بل ولا في واحدة منها؟ .
(٢) انظر المنتظم (١١/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>