وقيل: إن الخيبريّ والضحاك إنما قتِلا في سنة تسع وعشرين ومئة.
ذكر الخبر عن مقتل الخيبريّ وولاية شيبان
وفي هذه السنة كان أيضًا - في قول أبي مخنف - قتل الخيبريّ الخارجيّ، كذلك ذكر هشام عنه.
ذكر الخبر عن مقتله:
حدثني أحمد بن زهير، قال: حدَّثنا عبد الوهاب بن إبراهيم، قال: حدثني أبو هاشم مخلّد بن محمد بن صالح، قال: لما قتِل الضحاك أصبح أهل عسكره بايعوا الخيبريّ، وأقاموا يومئذ وغادوه من بعد الغد، وصافُّوه وصافّهم، وسليمان بن هشام يومئذ في مواليه وأهل بيته مع الخيبريّ؛ وقد كان قدم على الضحاك وهو بنَصِيبين، وهم في أكثر من ثلاثة آلاف من أهل بيته ومواليه، فتزوّج فيهم أخت شيبان الحَروريّ الذين بايعوه بعد قتل الخيبريّ، فحمل الخيبري على مَرْوان في نحو من أربعمئة فارس من الشُّراة، فهزِم مَرْوان وهو في القلب، وخرج مروان من المعكسر هاربًا، ودخل الخيبريّ فيمن معه عسكره، فجعلوا ينادون بشعارهم: يا خيبريّ يا خيبريّ، ويقتلون مَنْ أدركوا حتى انتهوا إلى حجرة مَرْوان فقطعوا أطنابها، وجلس الخيبريّ على فرشه. وميمنة مروان عليها ابنه عبد الله ثابتة على حالها، وميسرته ثابتة عليها إسحاق بن مسلم العُقَيليّ، فلما رأى أهل عسكر مَرْوان قلة من مع الخيبري ثار إليه عبيد من أهل العسكر بعمد الخيام، فقتلوا الخيبريّ وأصحابه جميعًا في حجرة مَرْوان وحولها، وبلغ مروان الخبر وقد جاز العسكر بخمسة أميال أو ستة منهزمًا، فانصرف إلى عسكره وردّ خيوله عن مواضعها ومواقفها، وبات ليلته تلك في عسكره. فانصرف أهل عسكر الخيبريّ فولّوْا عليهم شيبان وبايعوه، فقاتلهم مروان بعد ذلك بالكراديس، وأبطل الصفّ منذ يومئذ. وكان مروان يوم الخيبريّ بعث محمد بن سعيد، وكان من ثقاته وكتابه إلى الخيبريّ، فبلغه أنه مالأهم وانحاز إليهم يومئذ، فأتِيَ به
= وكذلك أورد ابن كثير خبر خروج الضحاك وَقْتله ضمن أحداث سنة ١٢٨ هـ[البداية والنهاية ٨/ ١٦].