للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عليّ: وأخبرنا أبو الحسن الخُراسانيّ وجبلة بن فرّوخ؛ قالا: لما قدم قحطبة نهاوند والحسن محاصرهم، أقام قحطبة عليهم، ووجّه الحسن إلى مَرْج القلعة، فقدّم الحسن خازم بن خُزيمة إلى حُلوان، وعليها عبد الله بن العلاء الكِنديّ، فهرب من حُلوان وخلَّاها.

قال عليّ: وأخبرنا محرز بن إبراهيم، قال: لما فتح قحطبة نَهاوند؛ أرادوا أن يكتبوا إلى مرْوان باسم قَحْطبة، فقالوا: هذا اسم شنيع، اقلبوه فجاء "هبط حقّ" فقالوا: الأول مع شنعته أيسر من هذا. فردّوه [٧/ ٤٠٨ - ٤٠٩].

[ذكر وقعة شهرزور وفتحها]

وفي هذه السنة كانت وقعة أبي عون بشهرزور.

ذكر الخبر عنها وعمّا كان فيها:

ذكر عليّ: أن أبا الحسن وجَبلة بن فروخ، حدّثاه قالا: وجّه قحطبة أبا عون عبد الملك بن يزيد الخراسانيّ ومالك بن طريف الخراساني في أربعة آلاف إلى شهرزور، وبها عثمان بن سفيان على مقدّمة عبد الله بن مَرْوان، فقدم أبو عون ومالك، فنزلا على فرسخين من شهرزور، فأقاما به يومًا وليلة، ثم ناهضا عثمان بن سفيان في العشرين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين ومئة فقتل عثمان بن سفيان، وبعث أبو عون بالبشارة مع إسماعيل بن المتوكّل، وأقام أبو عون في بلاد الموصل.

وقال بعضهم: لم يُقتل عثمان بن سفيان، ولكنّه هرب إلى عبد الله بن مَرْوان، واستباح أبو عون عسكره، وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة بعد قتال شديد. وقال: كان قحطبة وجَّه أبا عون إلى شهرِزور في ثلاثين ألفًا بأمر أبي مسلم إياه بذلك. قال: ولما بلغ خبرُ أبي عون مروان وهو بحرَّان، ارتحل منها ومعه جنود الشأم والجزيرة والموصل، وحشرت بنو أمية معه أبناءهم مقبلًا إلى أبي عون؛ حتى انتهى إلى الموصل، ثم أخذ في حفر الخنادق من خند إلى خندق؛ حتى نزل الزّاب الأكبر، وأقام أبو عون بشهرزور بقيّة ذي الحجة والمحرّم من سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وفرض فيها لخمسة آلاف رجل. [٧/ ٤٠٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>