والجلاء وتشتيت الشمل والمصيبة في الأهل والولد، وجُرح ابنه المعروف بأنكلاي في هذا اليوم جراحة شديدة في بطنه أشفى منها على التلف.
* * *
[[ذكر الخبر عن غرق نصير المعروف بأبي حمزة]]
وفي غد هذا اليوم وهو يوم الأحد لعشر بقين من شعبان من هذه السنة غرق نصير.
* ذكر سبب غرقه:
ذكر محمد بن الحسن: أنه لما كان غد هذا اليوم، باكر الموفّق محاربة الخبيث، وأمر نصيرًا المعروف بأبي حمزة بالقَصْد لقنطرة كان الخائن عملها بالسياج على النهر المعروف بأبي الخصيب، دون الجسريْن اللذيْن اتخذهما عليه، وأمر زِيرَك بإخراج أصحابه مما يلي دار الجُبّائيّ لمحاربة مَنْ هناك من الفَجَرة، وأخرج جمعًا من قوّادها مما يلي دار أنكلاي لمحاربتهم أيضًا، فتسرّع نُصير، فدخل نهر أبي الخَصِيب في أول المدّ في عدّة من شَذَواته، فحملها المدّ فألصقها بالقنطرة، ودخلت عِدّة من شَذَوات موالي الموفّق وغلمانه ممِنّ لم يكن أمِر بالدخول، فحملهم المدّ فألقاهم على شَذوات نصير، فصكّت الشَّذوات بعضها بعضًا؛ حتى لم يكن للإشتيامين والجذّافين فيها حيلة ولا عمل، ورأى الزّنج ذلك، فاجتمعوا على الشَّذوات، وأحاطوا بها من جانبي نهر أبي الخصيب، فألقى الجذَّافُون أنفسَهم في الماء ذعرًا ووجلًا، ودخل الزَّنج الشّذَوات، فقتلوا بعض المقاتلة، وغرق أكثرُهم، وحاربهم نصير في شَذَواته حتى خاف الأسر، فقذف نفسه في الماء فغرق، وأقام الموفّق في يومه يحارب الفَسَقة، وينهب ويحرق منازلَهم، ولم يزْل باقي يومه مستعليًا عليهم؛ وكان ممّن حامى على قصر الخائن يومئذ وثبت في أصحابه سليمان بن جامع، فلم تزل الحرب بين أصحاب الموفّق وبينه، وهو مقيم بموضعه لم يَزُل عنه إلى أن خرج في ظهره كمين من غلمانِ الموفّق السودان، فانهزم لذلك، واتَّبعه الغلمان يقتلون أصحابه، ويأسرون منهم، وأصابت سليمان في هذا الوقت جراحة في ساقه، فهوى لفيه في موضع؛ قد كان الحريق ناله ببعض جمْر فيه، فاحترق