(١) قد ذكر الطبري أن العلاقة بين هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك كانت سيئة والسبب واضح فقد عرف عن الوليد فسقه وعدم التزامه وشربه للخمر. ثم ذكر الطبري رواية غير صحيحة السند مضطربة المتن وقد تكلّمنا عنها بما فيه الكفاية في القسم الثاني (الضعيف والمسكوت عنه) ونثبت هنا ما نراه أصحّ رواية في الباب والله أعلم. فقد أخرج ابن الجوزي من طريق علي بن الحسن الهسنجاني حدثنا أصبغ بن الفرج قال سمعت ابن عيينة يقول إن الوليد بن يزيد أمر بقبّة من حديد أن تعمل وتركب على أركان الكعبة ويخرج لها أجنحة لتظله إذا حج وطاف فعملت ولم يبق إلا أن تركب فقام الناس في ذلك؛ الفقهاء والعباد وغضبوا في ذلك وقالوا لا يكون هذا قط وكان من أشدهم في ذلك كلامًا وقيامًا سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وكتب إلى الوليد بذلك [المنتظم ٧/ ٢٣٧] وهذا إسناد صحيح وابن عيينة معاصر لتلك الأحداث وكان سنه يوم قتل الوليد عشرون سنة. ولكن بعض الرواة الغلاة المبتدعة حرّفوا هذه الرواية وزاد عليها بعض المؤرخين المنحازين كما ذكرنا في قسم الضعيف فليراجع. (٢) ذكر الطبري هنا أن الوليد هو الذي ولّى نصرًا خراسان أو جمعها كلها له ولكن خليفة ذكر أن نصرا تولّى خراسان أيام هشام وبقي عليها حتى توفي هشام وأيام الوليد كذلك [تأريخ خليفة ٢٣٣ / و ٢٣٨] والله أعلم. (٣) قال خليفة: كتب الوليد إلى محمد بن هشام بن إسماعيل وهو وال على مكة لهشام بن عبد الملك فقدم عليه واستخلف على المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. =