للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كان الفداء بين المسلمين والرّوم، وأوّل يوم من ذلك كان لستّ بقين من ذي القعدة منها، فكان جملة مَنْ فُودي به من المسلمين - فيما قيل - ألفًا ونحوًا من مئتي نفس، ثمَّ غدر الرُّوم، فانصرفوا ورجع المسلمون بمن بقي معهم من أسارى الروم، فكان عهد الفداء والهدنة من أبي العشائر والقاضي ابن مكرم؛ فلما كان من أمر أنْدُرُونقس ما كان من غارته على أهل مَرْعش وقتله أبا الرّجال وغيره، عزِل أبو العشائر وولِّيَ رستم، فكان الفداء على يديه، وكان المتولِّي أمرَ الفداء من قبَل الروم رجلٌ يدعَى أسطانه (١).

وحجّ بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن العباس بن محمَّد (٢).

* * *

ثمَّ دخلت سنة ثلاث وتسعين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان من ورود الخبر لخمس بَقِين من صفر؛ بأن الخليجيّ المتغلِّب على مصر، واقع أحمد بن كَيْغلَغَ وجماعةً من القوّاد بالقرب من العريش، فهزمهم أقبح هزيمة، فنُدب للخروج إليه جماعة من القوّاد المقيمين بمدينة السلام، فيهم إبراهيم بن كَيْغلَغ، فخرجوا.

ولسبعٍ خلوْن من شهر ربيع الأوّل منها، وافى مدينةَ السلام قائد من قوّاد طاهر بن محمَّد بن عمرو بن الليث الصفار مستأمنًا، يعرف بأبي قابوس، مفارقًا عسكر السِّجْزيّة، وذلك أن طاهر بن محمَّد - فيما ذكر - تشاغل باللهو والصيد، ومضى إلى سِجِسْتان للصّيد والنزهة، فغلب على الأمر بفارس الليمث بن عليّ بن الليث وسبكرى مولى عمرو بن الليث، ودبّر الأمر في عمل طاهر والاسم له، فوقع بينهم وبين أبي قابوس تباعدٌ، ففارقهم وصار إلى باب السلطان، فقبله السلطان، وخلع عليه وعلى جماعة معه وحَباه وأكرمه، فكتب طاهر بن


(١) انظر المنتظم (١٣/ ٣٣).
(٢) انظر المنتظم (١٣/ ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>