قال: فقلت: أفقد رضيت يا رسول الله، قال: نعم. قلت: فهو لك. قال: قد أخذته. قال: ثم قال: يا جابر! هل تزوجت بعد؟ قال: قلت: نعم، يا رسول الله؛ قال: أثيبًا أم بكرًا؟ قال: قلت: لا بل ثيبًا، قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك! قال: قلت: يا رسول الله، إن أبي أصيب يوم أحد وترك بناتٍ له سبعًا، فنكحت امرأة جامعة، تجمع رؤوسهن، وتقوم عليهن، قال: أصبت إن شاء الله، أما إنّا لو قد جئنا صرارًا أمرنا بجزور فنحرت، وأقمنا عليها يومنا ذاك. وسمعت بنا فنفضت نمارقها. قال: قلت: والله يا رسول الله ما لنا من نمارق. قال: إنها ستكون، فإذا أنت قدمت فاعمل عملًا كيسًا. قال: فلما جئنا صرارًا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجزور فنحرت وأقمنا عليها ذلك اليوم، فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل ودخلنا، قال: فحدثت المرأة الحديث، وما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: فدونك فسمع وطاعة، قال: فلما أصبحت أخذت برأس الجمل، فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم جلست في المسجد قريبًا منه، قال: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى الجمل فقال: ما هذا؟ قالوا: يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر، قال فأين جابر؟ قال: فدعيت له فقال: اذهب بجابر فأعطه أوقية، قال: فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئًا يسيرًا. قال: فوالله ما زال ينمو عندي، ويرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا: يعني يوم الحرة). السيرة النبوية (٢/ ٢٠٧). قلنا: وهذا إسناد حسن فقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث والله أعلم. وأصل القصة في الصحيحين كما ذكرنا سابقًا ولكن دون التصريح باسم الغزوة.
- تحديد تأريخ غزوة ذات الرقاع - قال الإمام البخاري في صحيحه (كتاب المغازي / باب ١٤٨ غزوة ذات الرقاع): وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان فنزل نخلًا وهي بعد خيبر لأن أبا موسى جاء بعد خيبر، ثم بدأ البخاري بذكر الروايات في هذه الغزوة إلى أن ذكر في آخرها: وقال أبو هريرة: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة نجدٍ صلاة الخوف وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام خيبر. اهـ. وأيد الحافظ في الفتح ما ذهب إليه البخاري (فتح الباري ٧/ ٤١٨) وكذلك اختار الحافظ ابن كثير فقد قال رحمه الله: جاء في رواية الشافعي وأحمد والنسائي عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبسه المشركون يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء فصلاهن جميعًا وذلك قبل نزول صلاة الخوف، قالوا وإنما نزلت صلاة الخوف بعُسفان كما رواه أبو عياش الزرقي قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعسفان فصلى بنا الظهر وعلى المشركين يومئذ خالد بن الوليد، فقالوا: لقد أصبنا =