للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن قالوا: إذا دخلنا سامرّا امتثلنا ما أمر به أمير المؤمنين في كنجور وغيره.

* * *

خروج أَول علويّ بالبصرة

وللنصف من شوّال من هذه السنة، ظهر في فُرات البصرة رجل زعم أنه عليّ بن محمد بن أحمد بن عليّ بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وجمع إليه الزَّنج الذين كانوا يكسحون السِّباخَ، ثم عبر دِجلة، فنزل الدِّيناريّ (١).

* ذكر الخبر عن أمره والسبب الذي بعثه على الخروج هنالك:

وكان اسمه ونسبه - فيما ذُكر - عليّ بن محمد بن عبد الرحيم، ونسبُه في عبد القَيْس، وأمه قرّة ابنة عليّ بن رحيب بن محمد بن حكيم، من بني أسد بن خزيمة، من ساكني قرية من قرى الرّي، يقال لها وَرْزَنين، بها مولده ومنشؤه؛ فذُكر عنه أنه كان يقول: جدّي محمد بن حكيم من أهل الكوفة أحد الخارجين على هشام بن عبد الملك مع زيد بن عليّ بن الحسين، فلما قُتل زيد هرب فلحق بالرّيّ، فلجأ إلى وَرْزَنين، فأقام بها، وإن أبا أبيه عبد الرحيم رجلٌ من عبد القيس، كان مولده بالطالقان، وأنه قدم العراق فأقام بها، واشترى جارية سنديّة، فأولدها محمدًا أباه؛ فهو عليّ بن محمد هذا، وأنه كان متصلًا قبل بجماعة من آل المنتصر؛ منهم غانم الشطرنجيّ وسعيد الصغير ويسُر الخادم؛ وكان منهم معاشه، ومن قوم من أصحاب السلطان وكتّابه يمدحهم ويستميحهم بشعره (٢).

ثم إنه شخص - فيما ذُكر - من سامرّا سنة تسع وأربعين ومئتين إلى البحرين، فادّعى بها أنه عليّ بن محمد بن الفضل بن حسن بن عبيد الله بن العباس بن عليّ بن أبي طالب، ودعا الناس بهجر إلى طاعته، واتّبعه جماعة كثيرة من أهلها، وأبته جماعة أخَر؛ فكانت بسببه بين الذين اتبعوه والذين أبَوْهُ عصبية


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٨٥).
(٢) المصدر السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>