للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصيف من الأتراك والموالي؛ ثم ارتفعت غَبرة من ريح جنوب، وارتفع الدخان مما احترق، وأقبلت أعلام الحسن بن الأفشين مع أعلام الأتراك يقدمها علمٌ أحمر، قد استلبه غلام لشاهك، فنسي أن ينكِّسه؛ فلما رأى الناسُ العَلم الأحمر ومَنْ خلفه، توهموا أن الأتراك قد رجعوا عليهم وانهزموا؛ وأراد بعضُ مَنْ وقف أن يقتل غلام شاهك، ففهمه، فنكس العلم، والناس قد ازدحموا منهزمين؛ وتراجع الأتراك إلى معسكرهم ولم يعلموا بهزيمة أهل بغداد، فتحمَّلُوا عليهم؛ فانصرف الفريقان بعضهم عن بعض.

* * *

[[خبر وقعة أبي السلاسل مع المغاربة]]

وفيها كانت وقعة لأبي السلاسل وكيل وصيف بناحية الجبل مع المغاربة، وكان سبب ذلك - فيما ذكر - أنّ رجلًا من المغاربة يقال له نصر سَلهب، صار بمجموعة من المغاربة إلى عمل بعض ما إلى أبي الساج من الأرض، وانتهب هو وأصحابه ما هنالك من القُوَى؛ فكتب أبو السلاسل إلى أبي الساج يعلمه ذلك، فوجّه أبو الساج إليه - فيما ذكر - بنحو من مئة نفس بين فارس وراجل؛ فلمَّا صاروا إليه كبس أولئك المغاربة، فقتل منهم تسعة، وأسر عشرين، وأفلت نصر سهلب ساريًا.

* * *

[[ذكر خبر وقوع الصلح بين الموالي وابن طاهر]]

ووضعت الحربُ أوزارها بعد هذه الوقعة بين الموالي وابن طاهر؛ فلم يعودوا لها، وكان السبب في ذلك - فيما ذكر - أنّ ابن الطاهر قد كان كاتب المعتزّ قبل ذلك في الصلح؛ فلما كانت هذه الوقعة أُنكِرَتْ عليه؛ فكتب إليه؛ فذكر أنه لا يعود بعدها لشيء يكرهه؛ ثم أغلقت بعد ذلك على أهل بغداد أبوابها؛ فاشتدّ عليهم الحصار، فصاحوا في أوّل ذي القعدة من هذه السنة في يوم الجمعة: الجوع! ومضوْا إلى الجزيرة التي هي تلقاء دار ابن طاهر؛ فأرسل إليهم ابن طاهر: وجِّهوا إليّ منكم خمسة مشايخ، فوجَّهُوا بهم، فأدخِلوا عليه؛ فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>