عشرة آلاف؛ وبعث خازم برؤوسهم إلى البصرة، فمكثتْ بالبصرة أيامًا، ثم بعث بها إلى أبي العباس، وأقام خازم بعد ذلك أشهرًا؛ حتى أتاه كتاب أبي العباس بإقفاله فقفلوا (١).
* * *
[ذكر غزة كسّ]
وفي هذه السنة غزا أبو داود خالد بن إبراهيم أهل كسّ فقتل الأخريد ملكها؛ وهو سامع مطيع قدم عليه قبل ذلك بلْخ، ثم تلقاه بكندك مما يلي كسّ؛ وأخذ أبو داود من الأخريد وأصحابه حين قتلهم من الأواني الصينيّة المنقوشة المذهبة التي لم يُرَ مثلها، ومن السروج الصينيّة ومتاع الصين كله من الديباج وغيره، ومن طُرَف الصين شيئًا كثيرًا، فحمله أبو داود أجمع إلى أبي مسلم وهو بسَمْرقَنْد، وقتل أبو داود دهقان كسّ في عدّة من دهاقينها واستحيا طاران أخا الأخريد وملكه على كسّ، وأخذ ابن النجاح وردّه إلى أرضه، وانصرف أبو مسلم إلى مَرْو بعد أن قتل في أهل الصّغْد وأهل بخارى، وأمر ببناء حائط سَمَرْقند، واستخلف زياد بن صالح على الصّغْد وأهل بخارى، ثم رجع أبو داودَ إلى بلخ [٧/ ٤٦١ - ٤٦٤].
[ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث]
فمما كان فيها من ذلك خروجُ زياد بن صالح وراء نهر بلْخ، فشخص أبو مسلم من مَرْو مستعدًّا للقائِه، وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم نصرَ بن راشد إلى الترْمذ، وأمره أن ينزل مدينتَها، مخافَة أن يبعث زياد بن صالح إلى الحصن والسفن فيأخذها؛ ففعل ذلك نصر، وأقام بها أيامًا، فخرج عليه ناس من
(١) هذا خبر منكر، ذكره الطبري بلا إسناد، وفيه من المبالغات والتلفيق ما فيه ولو كان صحيحًا أنه قتل عشرة آلاف لذاع ذلك في الآفاق، ولمشى بخبره الرواة الأخباريون ثم كيف نقل عشرة آلاف رأس إلى البصرة، ثم إلى أمير المؤمنين وكيف لم تشتهر حادثة الرؤوس هذه، وسامح الله الطبري كيف قبل هذه الأخبار المنكرة بلا إسناد؟