للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الخبر عن انتقاض أهل حمص على مروان]

وفي هذه السنة انتقض على مروان أهل حمص وسائر أهل الشام فحاربهم (١).

وفي هذه السنة دخل الضّحاك بن قيس الشيباني الكوفة.

ذكر الأخبار عن خروج الضحاك محكّمًا ودخوله الكوفة، ومن أين كان إقباله إليها

اختلف في ذلك من أمره، فأما أحمد، فإنه حدّثني عن عبد الوهاب بن إبراهيم، قال: حدّثني أبو هاشم مخلَّد بن محمد، قال: كان سبب خروج الضحاك أنّ الوليد حين قتل خرج بالجزيرة حرَوريّ يقال له سعيد بن بهدل


= بالجزيرة فخلع نفسه وبايعهُ فقبل منه وأمنه وسار إبراهيم فنزل الرقة على شاطئ الفرات ثم أتاه كتاب سليمان بن هشام يستأمنه فأمنه فأتاه فبايعه واستقامت لمروان بن محمد وكانت ولاية إبراهيم بن الوليد المخلوع أشهرًا، وأخرج ابن عساكر عن الوليد بن مسلم قال بايع الناس مروان بن محمد يوم الإثنين النصف من صفر سنة سبع وعشرين ومئة [تأريخ دمشق / ٥٧/ ٣٢٦] وأخرج عن محمد بن يزيد قال: ثم بويع مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وكنيته أبو عبد الملك لأربع عشرة خلت من صفر سنة سبع وعشرين ومئة [تأريخ دمشق / ٥٧/ ٣٢٧] وأخرج عن إسماعيل الخطي قال: واستخلف مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وبويع له بدمشق يوم الإثنين للنصف من صفر سنة سبع وعشرين ومئة [تأريخ دمشق / ٥٧/ ٣٢٨] وانظر البداية والنهاية لابن كثير [٨/ ٧ - ٨ - ٩ - ١٠].
(١) ووافق خليفة بن خياط الطبري في هذه المسألة دون التفاصيل بينما أورد الطبري رواية مطوّلة ذكر فيها تفاصيل كثيرة وسبالغات لم نجد لها ما يؤيدها من مصدر آخر موثوق ولقد دأبنا على ذكر الأمور التي اتفق عليها خليفة والطبري في قسم الصحيح وخاصة إذا أوردا الخبر بالإسناد وإن كان في إسناد أحدهما مجهول شريطة أن لا نعلم فيه جرحًا ولم نجد في المتن نكارة.
وبالنسبة لانتقاض أهل حمص على مروان فقد أيد ذلك خليفة فقال وفيها خلع أهل حمص ودمشق مروان فسار مروان حتى أتى حمص فظهر عليهم فقتل رؤساء من رؤسائهم وأمر بهدم ناحية من مدينتهم ونادى في الناس بالأمان ثم وجه الوليد بن معاوية بن مروان إلى ثابت بن نعيم وهو بطبرية فحاصر أهلها وانهزم ثابت وقتل من أصحابه مقتله عظيمة وهرب ثابت فأتى فلسطين مستخفيًا وأتبعه مروان عمرو بن الوضاح وأبا الورد فعلم بمكانه فأخذ فبعث به إلى مروان بدمشق فقطع يديه ورجليه / تأريخ خليفة / ٣٩٤ وانظر [البداية والنهاية ٨/ ١٠ - ١١].

<<  <  ج: ص:  >  >>