للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر، وقتل معه أصحابه كلهم وكانوا ثلثمئة (١) [٧/ ٤٠].

وفيها وجّه بكير بن ماهان أبا عِكْرمة وأبا محمد الصّادق ومحمد بن خنيس وعمار العباديّ في عِدّة من شيعتهم، معهم زياد خال الوليد الأزرق دعاة إلى خراسان، فجاء رجل من كندة إلى أسد بن عبد الله، فوَشى بهم إليه، فأتى بأبي عكرمة ومحمد بن خُنيس وعامة أصحابه، ونجا عمّار، فقطع أسد أيدي من ظفر به منهم وأرجلهم، وصلبهم، فأقبل عمار إلى بكير بن ماهان، فأخبره الخبر، فكتب به إلى محمد بن عليّ، فأجابه: الحمد لله الذي صدّق مقالتكم ودعوتكم، وقد بقيت منكم قتلى ستُقتل (٢).

وفي هذه السنة حُمل مسلم بن سعيد إلى خالد بن عبد الله، وكان أسد بن عبد الله له مكرِّمًا لم يعرض له ولم يحبسه، فقدم مسلم وابن هبيرة مُجْمعٌ على الهرب، فنهاه عن ذلك مسلم، وقال له: إن القوم فينا أحسن رأيًا منكم فيهم. [٧/ ٤٥].

[ذكر الخبر عن غزوة أسد هذه الغزوة]

ذكر عليّ بن محمد عن أشياخه.، أنّ أسدًا غزا الغُور، فعمد أهلُها إلى أثقالهم فصيّروها في كهف ليس إليه طريق، فأمر أسد باتّخاذ توابيت ووضع فيها الرجال، ودلّاها بالسلاسل، فاستخرجوا ما قدروا عليه، فقال ثابت قُطْنة:

أرَى أَسَدًا تَضَمَّنَ مُفظِعَاتٍ ... تهيَّبَهَا الملوكُ ذَوُو الحجابِ

سَمَا بالخيل في أكنافِ مرو ... وتوفِزُهُنَّ بين هلا وهابِ

إلى غُور ين حيثُ حَوى أَزَبٌّ ... وصكٌّ بالسُّيوفِ وبالحرابِ

هَدانا اللهُ بالقتلى تَراها ... مصَلَّبَةً بأَفواهِ الشِّعابِ

مَلاحِمُ لم تَدَعْ لِمسراةِ كلبٍ ... مهاترةً وَلا لبني كِلَاب

فأوردها النِّهابَ وآبَ منها ... بأَفضلِ ما يصابُ مِنَ النهابِ

وكان إِذَا أناخَ بدارِ قومٍ ... أراها المُخزياتِ من العذاب

ألم يُزِرِ الجبالَ جبال مُلع ... ترى من دونها قِطَعَ السَّحابِ


(١) انظر المنتظم لابن الجوزي (٧/ ١١٧) والبداية والنهاية (٧/ ١٨٦).
(٢) راجع المنتظم (٧/ ١١٧) والبداية والنهاية (٧/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>