للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدّثني عمر، قال: حدّثني عليّ بن محمد عن جعفر الصّدَفيّ، عن عوف، قال: أقبل سَمُرة من المدينة، فلما كان عند دور بني أسد خرج رجل من بعض أزقّتهم، ففجأ أوائلَ الخيل، فحمل عليه رجلٌ من القوم فأوْجَرَه الحرْبَة، قال: ثم مضت الخيل، فأتَى عليه سَمُرة بن جندب، وهو متشحِّط في دمه، فقال: ما هذا؟ قيل: أصابتْه أوائلُ خيل الأمير، قال: إذا سمعتم بنا قد ركبْنا فاتّقوا أسنّتنا (١). (٥: ٢٣٧).


(١) في إسناده جعفر الصدفي لم نجد له ترجمة والإسناد مرسل.

سمرة بن جندب وما حاكته الروايات الواهية حول شخصيته
لقد استغل أعداء التاريخ الإسلامي (من المبتدعة والمستشرقين وغيرهم) كل رواية واهية أو موضوعة للنيل من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه من هؤلاء، والسبب في ذلك كما قال الإمام الجزري: وكان شديدًا على الخوارج وكان إذا أتي بواحد منهم قتله، ويقول: شر قتلى تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء فالحرورية ومن قاربهم في مذهبهم يطعنون عليه وينالون منه (أسد الغابة ٢/ ت ٢٢٤٣).
ولقد أورد الطبري روايات ثلاث لا يحتجّ بهن لضعف إسنادهن ونكارة متنهنّ أما الأولى فهي من طريق محمد بن سليم وهو ضعيف.
والرواية الثانية في إسنادها نوح بن قيس وهو صدوق قال عنه الإمام أحمد: كان يتشيع وطبيعي من راوٍ كهذا أن يروي ما يقوي بدعته ويطعن في صحابي مثل سمرة ويحمل عليه لأنه يكره من عمل واليًا لمعاوية رضي الله عنه وسمرة كان أميرًا للبصرة في عهد معاوية رضي الله عنه ولذلك ذكر أئمة الجرح والتعديل هذه المسائل وبيّنوا بدعة كل راوٍ.
أما الرواية الثالثة ففي إسنادها جعفر الصدفي لم نجد له ترجمة وكذلك فالرواية عن عوف المعروف بالتشيع - إضافة إلى أنه توفي سنة (١٤٦ هـ) وله ست وثمانون أي أنه ولد في السنة التي توفي فيها معاوية رضي الله عنه فروايته مرسلة هنا - إضافة إلى الضعف السابق الذي ذكرنا - ولقد روّج الرواة الضعفاء والمبتدعة لحديث (آخركم موتًا في النار) وخلاصة هذه الرواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمجموعة من الصحابة (لعشرة أو أقل): (آخركم موتًا في النار) وكان من ضمن هؤلاء سمرة بن جندب والذي كان آخرهن موتًا.
ولكن روايات هذا الحديث ضعيفة لا تصلح للاحتجاج بها إضافة إلى أن متنها مخالف لما تواتر عن عدالة الصحابة وفي روايات هذا الحديث ما رواه أبو سلمة عن أبي نضرة عن أبي هريرة، وقال الذهبي معقبًا على هذه الرواية:
أبو نضرة لم يسمع من أبي هريرة - والرواية الأخرى من طريق إسماعيل بن حكيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>