للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، وأمُّه آمنة بنت علقمة بن صَفْوان بن أميّة الكنانيّ، وعاش بعد أن بويع له بالخلافة تسعة أشهر؛ وقيل: عاش بعد أن بويع له بالخلافة عشرة أشهر إلّا ثلاث ليال، وكان قبل هلاكه قد بعث بعثَين: أحدهما إلى المدينة، عليهم حُبَيش بن دُلجَة القَينيّ، والآخر منهما إلى العراق، عليهم عُبيد الله بن زياد، فأما عبيد الله بن زياد فسار حتى نزل الجزيرة، فأتاه الخبر بها بمَوْت مروان، وخرج إليه التوّابون من أهل الكوفة طالبين بدَم الحسين، فكان من أمرهم ما قد مضى ذكرُه، وسنذكر إن شاء الله باقيَ خبره إلى أن قُتل (١). [٥: ٦١١].

[ذكر خبر حدوث الطاعون الجارف]

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة وقع بالبصرة الطاعونُ الذي يقال له الطاعون الجارف، فهلك به خلقٌ كثير من أهل البَصْرة.

حدّثني عمرُ بن شبّة، قال: حدّثني زهير بن حرب، قال: حدَّثنا وهب بن جرير، قال: حدّثني أبي عن المصعب بن زيد أن الجارفَ وقع وعبيد الله بن عبيد الله بن معمر على البصرة، فماتت أمه في الجارف، فما وجدوا لها من يحمِلها حتى استأجروا لها أربعة عُلُوج فحملوها إلى حُفْرتها وهو الأمير يومئذ (٢).


(١) قال خليفة: قرئ على يحيى بن بكير وأنا أسمع عن الليث قال- في سنة ٦٥ هـ-: دخل مروان مصر في هلال شهر ربيع الآخر من مصر في جمادى الآخرة ثم توفي في مستهل رمضان. [تاريخ حليفة (٢٥٧)].
وقال ابن كثير: وكانت وفاته بدمشق عن إحدى، وقيل: ثلاث وستين سنة. وقال أبو معشر وغير واحد-: كان عمره يوم توفي إحدى وثمانين سنة. [البداية والنهاية (٧/ ٥٢)].
(٢) رجال ثقات سوى المصعب بن زيد.
قال ابن كثير: قال ابن جرير: وفي هذه السنة (٦٥) كان الطاعون الجارف بالبصرة، وقال ابن الجوزي في المنتظم: كان في سنة (٦٤) وقد قيل: إنما كان في سنة (٦٩)، وقال ابن كثير: وهذا هو المشهور الذي ذكره شيخنا الذهبي وغيره وكان معظمه بالبصرة. [البداية والنهاية (٧/ ٥٦)].

<<  <  ج: ص:  >  >>