للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر محمد بن عمر أن صاعقة سقطت في هذه السنة في المسجد الحرام فقتلت خمسة نفر.

وفيها هلك أبو أيوب الموريانيّ وأخوه خالد، وأمر المنصور موسى بن دينار حاجب أبي العباس الطوسيّ بقطع أيدي بني أخي أبي أيوب وأرجلهم وضرب أعناقهم؛ وكتب بذلك إلى المهديّ، ففعل ذلك موسى وأنفذ فيهم ما أمره به (١).

[ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائة ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]

وفيها - فيما ذكر محمد بن عمر - خندَق أبو جعفر على الكوفة والبصرة، وضرب عليهما سورًا، وجعل ما أنفق على سور ذلك وخندقه من أموال أهله.

وعزل فيها المنصور عبدَ الملك بن أيّوب بن ظَبْيان عن البصرة، واستعمل عليها الهيْثم بن معاوية العتكيّ، وضم إليه سعيد بن دَعْلَج، وأمره ببناء سور لها يُطيف بها، وخندق عليها من دون السّور من أموال أهلها، ففعل ذلك.

وذكِر أن المنصور لما أراد الأمر ببناء سُور الكوفة وبحفر خندق لها، أمر بقسمة خمسة دراهم، على أهل الكوفة، وأراد بذلك علم عددهم، فلما عرف عددهم أمر بجبايتهم أربعين درهمًا من كل إنسان، فجبُوا، ثم أمر بإنفاق ذلك على سُور الكوفة وحفر الخنادق لها، فقال شاعرهم:

يَا لَقَوْمِيَ مَا لَقِينَا ... مِنْ أَمِيرِ الْمؤْمِنِينَا

قَسَمَ الخمسة فينَا ... وجَبَانا الأَرْبَعِينَا (٢)

وفيها طلب صاحب الروم الصُّلح إلى المنصور؛ على أن يؤدّي إليه الجزية (٣).


(١) انظر البداية والنهاية [٨/ ٦٥].
(٢) انظر البداية والنهاية [٨/ ٦٧].
(٣) البداية والنهاية [٨/ ٦٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>